من مشاركه الملا الاعلى في فرحهم وسرورهم بمطالعه جمال الحضرة الربوبية فما أشد جهلك وغيك وما اخس همتك وقيمتك على قدر همتك انتهى.
ومما ينبغي ان يعلم أنه كما أن وجود كل شئ من آثار موجده ولا يوجد شئ في المعلول الا ويوجد في علته على وجه أعلى وأشرف فهكذا جميع المرغوبات والمستلذات التي توجد في عالم المواد الجسمية والطبائع الكائنة المستحيلة فإنما هي رشحات لما يوجد في عالم النفوس (1) ونشأة الجنان ودار الحيوان كما قال تعالى وفيها ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين وأنتم فيها خالدون وكذلك جميع مستلذات النفوس وتماثيل الجنة وأشجارها وأنهارها وغرفاتها وحورها وقصورها ونغمات طيورها انما هي آثار ورشحات لما يوجد في الحضرة الإلهية وينالها العاكفون حول جنابه من اللذات والابتهاجات التي تكل الانسان عن وصفها مما لا عين رأت ولا اذن سمعت ولا خطر على قلب بشر فمن ترك الدنيا وزهد فيها فاز بنعيم الآخرة ولذات الجنة ومن زهد في نعيم الآخرة فاز بنعيم القرب وشرف الوصول والابتهاج بلقاء الله الذي يحقر في جنبه كل نعيم ولذة.
واعلم أنه قبيح بذى عقل ان يكون بهيمة وقد أمكنه ان يكون انسانا أو انسانا وقد أمكنه ان يكون ملكا مقربا وقال تعالى ا يحسبون انما نمد لهم من مال وبنين نسارع لهم في الخيرات بل لا يشعرون وقال أيضا قال الذين يريدون الحياة الدنيا يا ليت لنا مثل ما اوتى قارون انه لذو حظ عظيم وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحا أشار إلى أن من كان من أهل العلم يعلم أن المثوبات الأخروية اجل وأبهى من اللذات الدنيوية لان تلك أمور حقه باقيه وهذه أمور باطله فانية وقال أمير المؤمنين ع هلك خزان الأموال والعلماء احياء باقون ما بقي الدهر أعيانهم مفقوده وآثارهم في القلوب موجوده