اتضح ان في المتقابلين تقابل السلب والايجاب لا بد ان يكون أحد الجانبين مفهوم السلب بعينه ويكون الجانب الآخر المقابل للسلب ايجابا إضافيا بالقياس اليه سواء تحقق في فرد الايجاب الحقيقي أو في غيره من السلوب.
ثم ليعلم ان هذا النحو من التقابل كما يوجد بين القضيتين كذلك يوجد بين مفهومين مفردين اما بحسب حمل على بالقياس إلى موضوع بعينه (1) كما بين الانسان واللا انسان وزيد ولا زيد أو لا انسان ولا لا انسان ولا زيد ولا لأزيد أو بحسب وجود في بالنسبة إلى موضوع بعينه كما بين السواد في شئ ورفعه عنه أو رفع السواد ورفع رفعه عنه فيمتنع ان يكون شئ من الموضوعات المعينة خاليا عن المتقابلين بحسب حمل على وهو حمل هو هو.
وكذا يستحيل ان يوجد شئ من الموضوعات فارغا عنهما بحسب وجود في وهو حمل الاشتقاق فكما ان كل شئ اما بياض واما لابياض على سبيل المنفصلة الحقيقية فكذلك كل شئ اما ابيض واما لا ابيض بمعنى انه اما ذو بياض واما لاذو بياض و القبيلان كلاهما تقابل في المفردات أنفسها وإن كان ذلك بحسب نسبتها إلى موضوع.
وكما أن رفع كل مفرد نقيضه بالذات والمرفوع به هو نقيضه بالعرض لأنه مصداق نقيض النقيض ورفع الرفع فكذا سلب كل قضية نقيضها ونقيض السلب بالذات سلب السلب لكن يلزمه الايجاب (2) فنقيض كل انسان حيوان هو ليس كل انسان بحيوان