الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة - صدر الدين محمد الشيرازي - ج ٣ - الصفحة ١٩٥
اتضح ان في المتقابلين تقابل السلب والايجاب لا بد ان يكون أحد الجانبين مفهوم السلب بعينه ويكون الجانب الآخر المقابل للسلب ايجابا إضافيا بالقياس اليه سواء تحقق في فرد الايجاب الحقيقي أو في غيره من السلوب.
ثم ليعلم ان هذا النحو من التقابل كما يوجد بين القضيتين كذلك يوجد بين مفهومين مفردين اما بحسب حمل على بالقياس إلى موضوع بعينه (1) كما بين الانسان واللا انسان وزيد ولا زيد أو لا انسان ولا لا انسان ولا زيد ولا لأزيد أو بحسب وجود في بالنسبة إلى موضوع بعينه كما بين السواد في شئ ورفعه عنه أو رفع السواد ورفع رفعه عنه فيمتنع ان يكون شئ من الموضوعات المعينة خاليا عن المتقابلين بحسب حمل على وهو حمل هو هو.
وكذا يستحيل ان يوجد شئ من الموضوعات فارغا عنهما بحسب وجود في وهو حمل الاشتقاق فكما ان كل شئ اما بياض واما لابياض على سبيل المنفصلة الحقيقية فكذلك كل شئ اما ابيض واما لا ابيض بمعنى انه اما ذو بياض واما لاذو بياض و القبيلان كلاهما تقابل في المفردات أنفسها وإن كان ذلك بحسب نسبتها إلى موضوع.
وكما أن رفع كل مفرد نقيضه بالذات والمرفوع به هو نقيضه بالعرض لأنه مصداق نقيض النقيض ورفع الرفع فكذا سلب كل قضية نقيضها ونقيض السلب بالذات سلب السلب لكن يلزمه الايجاب (2) فنقيض كل انسان حيوان هو ليس كل انسان بحيوان

(١) الموضوع هنا ما بإزاء المحمول اي ما هو فرد الانسان ويحمل هو عليه ليس فردا للانسان ولا يحمل هو عليه والمراد بالموضوع في التناقض بتخلل ذو وفي هو المحل المستغنى س قده (٢) فيه مضافا إلى ما قدمناه من وجه الفساد فساد آخر وهو ان من البين ان القضية السالبة لا حكم فيها وانما هو سلب الحكم ورفعه وفسخه فمن المحال ان يرد السلب على السلب كما يرد على الايجاب اللهم الا باعتبار السلب نوعا من الايجاب نظير تبديل المحصلة معدولة وذلك باعتبار سلب الحكم حكما سلبيا فالسلب بهذا الاعتبار الذي يسميه المصنف ايجابا إضافيا يكون نوعا من الايجاب لازما للسلب الحقيقي ويكون معنى كون سلب السلب نقيضا للسلب انه نقيض للازم السلب وهو الايجاب الإضافي ويؤول إلى أن كل ايجاب فله نقيض هو سلبه واما السلب فلا نقيض له أصلا الا للازمه وهو ايجاب ط مد
(١٩٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 190 191 192 193 194 195 196 197 198 199 200 ... » »»
الفهرست