بها من جميع الحيثيات التي تثبت لهذا الموضوع فإذا قلنا زيد موجود في الواقع فيكفي لنا في صدق هذا الحكم اتصاف زيد بالوجود في الجملة وان لم يكن موجودا في مرتبه نفس ماهيته مجرده عن تأثير الفاعل فإذا قلنا زيد اسود فلا يلزم ان يكون اتصافه بالسواد من حيث انسانيته ولا من حيث كتابته ولا من حيث علمه وقدرته وسخاوته وشجاعته إلى غير ذلك من الصفات والحيثيات التي لا مدخل لها في السوادية فالسواد مسلوب عن زيد من حيث ثبوت تلك الأمور التي أشرنا إليها وعلى ذلك لا يضر عدم صدقه من تلك الحيثيات صدقه في الواقع وذلك لان تحقيق الشئ يقع بتحقق نحو من انحاء الوقوع و ارتفاعه بارتفاع جميع الانحاء (1).
فإذا تقرر هذا نقول إذا اتصف موضوع بسيط الذات من جميع الوجوه بصفه من الصفات فيجب ان يتصف بها بجميع الاعتبارات وفي كل مرتبه من مراتب نفس الامر فالذي سبق بيانه من أن المتقابلين بحمل على قد لا يكونان متقابلين بحسب وجود في كالرائحة واللون المجتمعين في موضوع مثل التفاحة التي وجدت فيها رائحة ولون واللون لا رائحة انما يستقيم ذلك إذا لم يكن الموضوع واحدا صرفا والحيثيات فيه واحده ففي مثال التفاحة لو كانت حيثية الرائحة بعينها هي حيثية اللون لكان قولنا فيها رائحة وفيها لا رائحة بمنزله قولنا الرائحة لا رائحة فيلزم حينئذ ان يكون النقيضان من سبيل حمل على نقيضين من سبيل وجود في فالذي قد سبق ذكره من أن الشئ ونقيضه بحسب