معشوق لذاته ولما سوى ذاته واما الذوات العقلية فعاشقة له لا لذواتهم الا من حيث كونها آثارا له تعالى فعشق ذواتهم لذواتهم مستهلك في عشقهم للأول كما أن نور وجودهم مضمحل مستهلك تحت نور الأحدية فبالحقيقة هناك عشق واحد متصل ذو مراتب بعضها محيط بالبعض والله من ورائهم محيط.
واما القسم الثاني فهو اما مكتف بذاته وبعلة ذاته في خروجه من حد نقصه إلى كماله أوليس كذلك.
والأول هو النفوس الفلكية فهي واجده للكمال من وجه فاقده له من وجه فلها العشق والشوق على الاتصال فلها لذه المواصلة والم المفارقة ولما لم يكن لذتها يختص بوقت وألمها بوقت آخر بل لها ألم ممزوج بلذة ولأنه منبعث عن وجد العشق فيكون ألما لذيذا ولذا شبهت الحكماء حال تلك النفوس في أشواقها إلى كمالاتها العقلية ومعاشيقها الروحانية تشبيها بعيدا (1) بحال من به حكه ودغدغه.
والثاني اما ان يكون ناقصا من كل جهة أو من جهة دون أخرى والثاني من الثاني اما ان يكون كماله في أصل الطبيعة النوعية للجسم من غير فضيلة زائده عليها فهو اخس الأنواع الجسمانية كالعناصر الأربعة المتضادة لنقص جوهرها أو يكون كماله بأمر زائد على مجرد الطبيعة الجسمية فالقسم الأول لنقص جوهره يتأتى منها التركيب أو عند التركيب يزول تضادها ويقبل ضربا آخر من الحياة يصدر بسببها حفظ البنية عن استيلاء أحد الأضداد عليها مده يعتد بها فان وقع لصورتها الحافظة عن افساد الأضداد الاقتصار على هذه الكمال فهو الجماد وإن كان لها مع ذلك طلب الكمال الشخصي في النشؤ والدوام النوعي في التوليد فهو النبات ان اقتصرت على هذا وان زاد عليه باحضار صوره غير مادية في ذاتها وادخالها منتزعه عن المواد في آلاتها ومشاعرها فهو الحيوان فان الحيوان يتقوى بالاحساس والتخيل كما يتقوى النبات بالتغذي والنشؤ.