وخضوع المحتاجين المتذللين سبحانك لا إله إلا أنت خلصنا من عذاب نار الفرقة والم القطيعة يا محيي الأموات وباعث الأرواح من القبور الدارسات ومعطى الخيرات ومنزل البركات أفض على نفوسنا لوامع بركاتك وعلى أرواحنا سواطع خيراتك يا من إذا تجلى لشئ خضع له يا من رش من نوره (1) على ذوات مظلمة وهياكل غاسقة في ليال مدلهمة فنورها وصورها وشوقها إلى جماله وساقها إلى طلب لقائه يا من قذف بشعلة شوقه على السماوات فهيجها ورقصها ودورها وكل من فيها بالتعشيق وطوفها أسبوعا في كل سبعه آلاف سنه (2) حول البيت العتيق خلصنا بنورك عن ظلمات القبور ولا تعذب أرواحنا بعلائق أشباح عالم الزور ومعدن الغرور وثبت اقدامنا على المنهج الأبلج القويم والصراط الحق المستقيم انك أنت الجواد الكريم والبر الرحيم.
فهذا أنموذج من دقائق عناية الله ولطفه في المخلوقات الظاهرة فإنه لا مطمع لاحد في معرفه دقائق اسرار اللطف والرحمة في عالم غيبه وملكوته الاعلى ولا في استقصاء بدائع الصنع والحكمة في الموجودات التي تلينا في اعمار طويله لان علوم العلماء نزر حقير بالقياس إلى ما عرفه الأنبياء والأولياء ع وما عرفوه قليل بالإضافة إلى ما عرفه المقربون من الملائكة والعليون من الانس عند قيامهم عند الله ثم جميع علوم الملائكة والجن والانس إذا أضيف إلى علم الله لم يستحق ان يسمى علما بل هو إلى أن يسمى دهشا وحيره وعجزا وقصورا أقرب من أن يسمى معرفه وحكمه إذ الحكمة بالحقيقة معرفه الأشياء كما هي عليه وقد سبق ان العلم بكل شئ بالذات هو نحو وجوده ولا يحيط بالأشياء الا مبدعها وموجدها