من بيوت اذن الله ان ترفع ويذكر فيهما اسمه فيها أصناف العابدين فمنهم سجود لا يركعون ومنهم ركوع لا ينتصبون (1) ومسبحون لا يسامون لا يغشاهم نوم العيون ولا فترة الأبدان ولا غفلة النسيان وليس من شرط الدار ان لا يكون جسمانيا ذات حيوه قال تعالى وان الدار الآخرة لهى الحيوان وليس من شرط عماره البيت المعمور ان يكون بالطين والحجر والخشب قال تعالى انما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر واقام الصلاة بل ولا يشترط ان يكون بيت العبادة جسمانيا فكل ما يقوم فيه العبادة والذكر والتسبيح والتقديس فهو بيت عباده.
فانظر إلى صنع الباري جل ذكره كيف بنا السماء وجعلها معبدا للملائكة المسبحين المهللين الذاكرين الله وامسكها من غير عمد ترونها ومن غير حبل أو علاقة يتدلى بها والعجب ممن لا ينظر ولا يتأمل في صنع بيت تولى الله بنيانه بقدرته وانفرد بعمارته وزينه