لذيذ فكل واحد يعشق ذاته وكمال ذاته لكن كمال ذاته يتم بعلته وإذا كان كمال ذاته يتم بما هو بعينه علته ومفيض وجوده فاذن العلة المفيدة وان لم تكن قاصده لمعلولها ولا ملتفتة أيضا لمعلولها لعلو ذاتها عن ذات المعلول لكنها لا محاله عاشقه لنفسها مريده لذاتها وذاتها بعينها هي كمال المعلول وتمامه والمعلول من لوازم هذه التمامية (1) التي هي بعينها ذات العلة فلأجل ذلك ينحفظ كل معلول بعشق علته وينتظم كل سافل بعشق ما فوقه فلو لم يكن بين العالي والسافل هذا النحو من الارتباط لم ينحفظ الموجودات ولم يبق النظام على هذه النحو من التمام بل يختل النظام ويتطرق الفساد والهرج والمرج فثبت انه لم يكف لنظام العالم مجرد عشق كل واحد لذاته ولا أيضا كفى للنظام عشقه لكمال ذاته لو لم يكن ذلك الكمال بوجود علته حتى يكون عشقه لكمال ذاته وتمامه بعينه عشقا لعلته المفيضة لذاته وأيضا الشئ لا يجوز ان يكون حافظا لنفسه كما لا يجوز ان يكون موجدا لنفسه والا لزم تقدمه على نفسه إذ لا معنى للحفظ الا الإدامة والابقاء والشئ الممكن كما يفتقر في حدوثه إلى عله هي
(١٥٩)