والاستقرار ويقال هيئة الجوهرية والعرضية ويقال هيئة الجلوس والاضطجاع ويقال هيئة التأثير والتأثر وليس لها معنى جامع والاجتناب عن مثل هذه الألفاظ في التعريفات لازم.
ويمكن الجواب عن أكثر هذه الايرادات لكن الأقرب ان يقال هو عرض لا يتوقف تصوره على تصور غيره ولا يقتضى القسمة واللا قسمة في محله اقتضاءا أوليا فبالعرض خرج الباري تعالى والجوهر وبالذي لا يتوقف تصوره على تصور غيره خرجت الاعراض النسبية فان تصوراتها متوقفة على تصور أمور أخر بخلاف الكيفيات فإنه لزم من تصوراتها تصور غيرها الا ان تصوراتها معلوله وتصورات غيرها ويدخل فيه الصوت إذ لا يتوقف تصوره على تصور غيره وبقولنا لا يقتضى القسمة واللا قسمة خرج الكم وخرجت الوحدة والنقطة وبقولنا اقتضاءا أوليا احترزنا به عن العلم بالمعلومات التي لا تنقسم فإنه لذاته يمنع من الانقسام ولكن ليس ذلك اقتضاءا أوليا بل بواسطة وحده المعلوم.
واما تقسيمه إلى أنواعه فينحصر بالاستقراء في اقسام أربعة الكيفيات المحسوسة والنفسانية والمختصة بالكميات والاستعدادية والتعويل في الحصر على الاستقراء وقد تبين بصوره التردد بين النفي والاثبات فيحصل بحسب اختلاف التعبير عن كل قسم بما له من الخواص طرق متعددة وحاصلها ان الكيف إن كان هو القسم الأول فهو الأول وإن كان الثاني فالثاني أو الثالث فالثالث والا فالرابع والمنع عليه ظاهر فلا يصلح الا وجه ضبط لما علم بالاستقراء على أن بعض الخواص مما فيه خفاء كتعبير الإمام الرازي عن الكيفيات النفسانية بالكمال وتعبير الشيخ عنها بما لا يتعلق بالأجسام وعن الاستعداد بما يختص به الجسم من حيث الطبيعة وعن المحسوسات بما يكون فعله بطريق التشبيه أي جعل الغير شبيها كالحرارة لجعل المجاور حارا أو السواد يلقى شبحه أي مثاله على العين لا كالثقل فان فعله في الغير التحريك لا الثقل.
قال الرازي وهذا تصريح منه باخراج الثقل والخفة من المحسوسات مع تصريحه في موضع