مركبه من اجزاء غير متجزية بالفعل وان تجزت بالفرض وهي على اشكال متخالفة وعلى تراكيب وأوضاع متخالفة وذلك الاختلاف يوجب اختلاف الآثار الحاصلة في الحواس فالذي يفرق البصر يسمى بالبياض والذي يجمعه بالسواد وكذا في المطعوم الذي يقطع العضو تحريفا إلى عدد كثير لكون اجزائه صغارا شديده النفوذ هو الحريف والمتلاقي لذلك القطع هو الحلو وكذلك القول في الروائح والملموسات كالحرارة والبرودة.
وبالجملة فاختلاف الاشكال يوجب اختلاف الاحساسات والحواس انما ينفعل من الاشكال لا من كيفية أخرى وهذا المذهب سهل الدفع فان ما في الحواس صوره المحسوسات ومثالها ومثال الشكل غير مثال الطعم واللون وغيرهما وسيجئ أيضا في مباحث الكون والفساد بطلان هذا المذهب ثم الذي يميز اللون عن الشكل ان الشكل محسوس باللمس واللون غير محسوس به فأحدهما غير الاخر فان قيل المحسوس بالحقيقة هو الصورة الحاصلة في الحس فيجوز ان يفيد الشكل المخصوص لاله البصر اثرا ولاله اللمس اثرا آخر قلنا الآثار الحاصلة في الحواس ان كانت اشكالا والشكل ملموس فالاثر الحاصل في العين ملموس هذا خلف وان لم يكن اشكالا فثبت القول بوجود كيفيات وراء الاشكال لان صور الشئ ومثاله لا بد وأن يكون مطابقا له ومما يحتج به على اثبات هذه الكيفيات ان الألوان والطعوم والروائح فيها تضاد بخلاف الاشكال إذ لا تضاد فيها.
حجه أخرى قالوا إن الاحساس بالشكل متوقف على الاحساس باللون ولو كان اللون شكلا لتوقف الشئ على نفسه قالوا إن الانسان الواحد قد يرى جسما واحدا على لونين مختلفين بحسب وضعين منه كطوق الحمامة يرى مره شقراء ومره على لون الذهب بحسب اختلاف المقامات.
وأيضا السكر في فم الصفراوي مر وفي فم غيره حلو فلا حقيقة لهذه الأشياء الا انفعال الحواس ولا اختلاف الاحساسات الا اختلاف المنفعلات والانفعالات بحسب