الاحتراز عن تينك المقولتين فلم يكن إلى ذكر القارة حاجه في الاحتراز عنهما فان قيل احترزنا به عن الزمان قلنا الزمان خارج بقيد عدم القسمة مع سائر الكميات لأنه يقتضى قسمه حامله وهو حركه.
وثالثها ان الصوت من مقولة الكيف لعدم دخوله تحت غيرها ولا تحت حركه كما هو رأى أهل التحصيل لكنه هيئة غير قاره لان اجزاء ه غير مجتمعه في آن وهو بين بنفسه ولأنه معلول للحركة ومعلول غير القار غير قار.
ورابعها ان التعريف صادق على الوحدة والنقطة لا يقال كل منهما يوجب تصوره تصور شئ آخر لان الوحدة معنى يلزمه عدم الانقسام والنقطة نهاية الخط لأنا نقول إن كان التغير عن الكيف بأنه لا يلزم من تعقله تعقل شئ آخر فلعل أكثر اقسام الكيف يخرج عنه إذ لا يمكن تصورنا الاستقامة والانحناء الا في المقدار وان لم نشترط ذلك بل إن لا يلزم من تعقله تعقل شئ خارج عن محله فقد توجه الاشكال فيهما.
وخامسها ان الادراك والعلم والقدرة والشهوة والغضب وسائر الأخلاق النفسانية لا يمكن تصورها الا بتصور متعلقاتها من المدرك والمعلوم والمشتهى والمغضوب عليه.
فان قيل كل منها لا يقتضى تصوره تصور الغير ولكن تصورها سابق على تصور متعلقاتها بخلاف النسب والإضافات فلا بد ان يتصور المنسوب والمنسوب إليه أولا حتى يتصور تلك الأمور النسبية قلنا إن الفرق صحيح الا ان عبارة التعريف لا تفيده الا ان يقرء الأول منصوبا والثاني مرفوعا وحينئذ لا يلائم هذه القراءة لتمام الرسم.
وسادسها هب انا حملنا عبارة التعريف ما لا يوجب تصوره غيره على ما لا يكون تصوره معلولا لتصور غيره فمع ذلك لا يطرد في الاشكال كالتربيع والتثليث وخواص الاعداد كالجذرية والمكعبية مع أنها معدودة من أنواع الكيف.
وسابعها ان الهيئة لفظ مشترك بين أمور فيقال هيئة الوجود وهيئة الاستقلال