يقول فضلا ويحكم عدلا يتفجر العلم من جوانبه وتنطق الحكمة من نواحيه يستوحش من الدنيا وزهرتها ويأنس إلى الليل ووحشته وكان غزير العبرة، طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر ومن الطعام ما خشن وكان فينا كأحدنا يجيبنا إذ ناديناه ويعطينا إذا سألناه ويبين لنا إذا استبنهاه ونحن والله مع تقريبه إيانا وقربه منا لا نكاد نكلمه هيبة له وإجلالا يعظم أهل الدين ويقرب المساكين لا يطمع القوي في باطله ولا ييأس الضعف من عدله، وأشهد بالله لقد رأيته في بعض مواقفه وقد أرخى الليل سد وله وغارت نجومه قابضا على لحيته يتململ تململ السليم ويبكي بكاء الحزين ويقول يا دنيا غري غيري أإلي تعرضت أم إلي تشوقت؟ هيهات هيهات! قد طلقتك طلاق لا رجعة فيه أواه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق، فبكى معاوية وقال: رحم الله أبا حسن كان والله كذلك فكيف حزنك عليه يا ضرار؟ قال: حزن من ذبح واحدها في حجرها. أخرجه الدولابي وأبو عمرو صاحب الصفوة.
وقال الإمام أحمد رحمه الله والقاضي إسماعيل بن إسحاق: يرو في فضل أحد من الصحابة بالأسانيد الحسان ما روي في فضل علي بن أبي طالب، وقال الإمام العارف بالله أحد المشايخ أبو نعيم في كتاب " حلية الأبرار " في عد فضائله:
هو سيد القوم المشهود ومحبوب المعبود وباب مدينة العلم والحلم والعلوم ورأس المخاطبات ومستنبط الإشارات وآية المهتدين ونور المطيعين وذكي المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا وأقومهم قضية وإتقانا، أعظمهم حلما وأعدلهم حكما وأغزرهم علما وقال فيه أيضا ص 34:
علي بن أبي قدوة المتقين وإمام العادلين أقدمهم إجابة وإيمانا العالم بحقائق التوحيد المشير إلى لوامع التفريد صاحب القلب العقول واللسان السؤل