واحد، لو ذكر اسمه في الكتاب لأسقط مع ما أسقط من ذكره، وهذا - وما أشبهه - من الرموز التي ذكرت لك ثبوتها في الكتاب، ليجهل معناها المحرفون، فيبلغ إلى أمثالك.
وعند ذلك قال الله عز وجل: " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ". (1) (2) بيان: يمكن التوفيق بين ما رواه في الكافي أن المتصدق به كان حلة، وبين ما رواه غيره واشتهر بين الخاصة والعامة: أنه كان خاتما، بأنه عليه السلام لعله تصدق في ركوع صلاة الظهر بالحلة، وفي ركوع صلاة أخرى بالخاتم، ونزلت الآية بعد الثانية.
ويدل على ذلك ما رواه الحمويني من طريقهم مسندا إلى عمار بن ياسر رضي الله عنه من أنه عليه السلام كان راكعا في صلاة التطوع وسأله سائل، فنزع خاتمه وأعطاه السائل، فنزلت الآية. (3) ثم إن الخاتم - على ما رواه عمار الساباطي - عن أبي عبد الله عليه السلام كان فصه ياقوتة حمراء، وزنها خمسة مثاقيل، وحلقته من فضة وزنها أربعة مثاقيل، (4) فما في بعض روايات العامة من أن السائل قال: أعطاني خاتما من ذهب لعله اشتباه من السائل، وكان مذهبا.
أقول: وقد تبين لك مما بيناه أنه لا خلاف بين المسلمين في نزول الآية الكريمة في شأن مولانا أمير المؤمنين عليه السلام.