تعالى: ﴿إنما المؤمنون إخوة﴾ (1) وأما المؤاخاة التي اتخذها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين كل اثنين من الصحابة فهي - حسب ما مر - بينهما من الدين والإيمان، كما هو ظاهر، فاتخاذه صلى الله عليه وآله وسلم عليا أخا لنفسه دون غيره يدل على أنه عليه السلام أقرب الخلق إليه صلى الله عليه وآله وسلم في الدين والإيمان بالله وبرسوله صلى الله وآله وسلم والعلم بالكتاب والسنة، والعمل بهما.
ومن هذا شأنه يستحق الخلافة عنه ويكون مكملا لما بعث لأجله من قبل الله تعالى من هداية العباد، وتبليغ أحكامه تعالى بالضرورة، ولا يجوز لغيره أن يتقدم عليه.
وهل ترى من نفسك أن تحكم بأن البعيد عن الشخص يرثه، مع وجود القريب أو يتقدم القريب على من هو أقرب منه، كلا ثم كلا، وهذه قضية ضرورية فطرية، يكون المخالف لها مخالفا لفطرته، وبداهة عقله.
وأما وراثته عنه صلى الله عليه وآله وسلم فدلالتها على اختصاص الخلافة والإمامة به عليه السلام أوضح وأبين.
بيان ذلك: إن الوراثة عبارة عن قيام الوارث مقام مورثه فيما تركه، وتركة النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث نبوته ورسالته إنما هي الكتاب والسنة، لا المال، وهذا معنى: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث درهما ولا دينارا وإنما نورث العلم والإمامة). (2) والخلافة عنه صلى الله عليه وآله وسلم عبارة عن قيام الخليفة والإمام مكانه صلى الله عليه وآله وسلم فيما هو من شؤون نبوته ورسالته، لا في تركته من الأموال كما هو ظاهر، ولذا يجب