قال: لهم أجرهم على التصديق بالنبوة، ونورهم على الصراط. (1) بيان: المراد من مؤمن آل يس: صاحب يس، فالإضافة فيه ظرفية أي آل مذكور في سورة يس.
أقول: يظهر من رواية الثعلبي أن الاتصاف بهذه المرتبة الجليلة - وهي مرتبة الصديقية - أو كمالها متفرع على السبق إلى الإيمان بالله تعالى وبرسوله صلى الله عليه وآله وسلم على سائر الناس فينحصر حينئذ الصديق الكامل في مولانا أمير المؤمنين عليه السلام لسبق إيمانه على إيمان سائر الناس باتفاق المسلمين. فيدل على ثبوت هذه المرتبة له عليه السلام جميع ما دل على سبقه على سائر الناس، فيثبت له عليه السلام كمال مرتبة الصديقية بالأخبار المتواترة من الجانبين، لأن مجموع الروايات الواردة من الطريقين، بل من طريق المخالفين فقط يبلغ حد التواتر قطعا.
ثم اعلم أن صيغة فعيل تدل على ملازمة المبدأ ودوامه، كما يشهد به الاطراد في موارد الاستعمالات، فإن سكير لا يطلق إلا على دائم السكر، وملازمه، كما أن شريب لا يطلق إلا على دائم الشرب وملازمه، فالصديق من كان ملازما للصدق ومداوما عليه، ولا يتحقق هذا المعنى إلا بأن يصدق قوله فعله، وفعله قوله، وكمال هذه المرتبة ملازمة للعصمة.
وإذا تبين لك ما بيناه تبين لك اختصاص الخلافة والإمامة به عليه السلام ضرورة استحالة أن يكون من هذا شأنه تحت طاعة من لم يكن صديقا في قوله وفعله.