للخلافة إلا ذلك.
فبعد ثبوت هذه المنزلة لمولانا أمير المؤمنين عليه السلام من رسول الله بنص الآية الكريمة، لا يعقل (1) سلب الخلافة عنه، ويكون السلب في حكم المناقضة بل عينها، ويكون التصريح بالخلافة تأكيدا وإرشادا إلى ثبوت هذه المنزلة.
وأيضا خلافة شخص عن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم من جهة رسالته وولايته المستتبعة لافتراض طاعته على الناس، ووجوب البيعة معه فرع اتصافه بصفات الأصل الموجبة لاستحقاقه الخلافة، وصيرورته أهلا لها، بحيث لا يكون جعلها له للشئ في غير محله، والاتصاف بصفات الأصل له مراتب متدرجة، ودرجات متصاعدة، وأقوى المراتب وأكمل الدرجات، بحيث لا يتصور فوقها مرتبة، هو درجة بلوغه مرتبة يصح معها أن يقال إنه نفس الأصل على وجه الاطلاق، من دون تقييد بصفة خاصة، فمن له هذه المنزلة يستحق الخلافة عن الأصل قطعا، ولا يعقل العدول عنه إلى من لم يكن كذلك، مع وجوده بالضرورة.
وأيضا بعد ما تبين لك أن الآية الكريمة تدل على أن أصحاب الكساء أقرب الخلق، وأحبهم إلى الله تعالى، تبين لك أنه لا يعقل صرف الخلافة عنهم إلى غيرهم، ضرورة استحالة أن يكون الأبعد مولى للأقرب، فتبين أن الآية الكريمة تدل على اختصاص الخلافة والإمامة بمولانا أمير المؤمنين عليه السلام