مسلمة.
وناهيك في ذلك أن العلامة الرازي - مع تشكيكه في أغلب الأمور، بحيث صار ملقبا بإمام المشككين - جزم بقراءة المد، واحتج بالآية الكريمة على مساواة أهل البيت مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم في التسليم عليهم، (1) وهو يكشف عن كمال وضوح قراءة الآل عنده، بحيث لا تكون محلا للشك والتشكيك، وإلا لشك فيه هو كما هو دأبه وديدنه في سائر الموارد.
وإذا تبين ذلك فاعلم أن الله تبارك وتعالى أشرك آل إبراهيم وآل عمران مع الأنبياء في الاصطفاء، فقال جل ذكره: " إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين " (2) ولكن لم يشرك آل أحد منهم عليهم السلام معهم في التسليم عليهم سوى آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم وذلك يدل على أن الله أعطاهم فضلا وشرفا لا يدانيه فضل وشرف، ولا يبلغ أحد كنه وصفه إلا من عقله كما أفاده مولانا الرضا عليه السلام.
ومن هذا شأنه لا يقاس بسائر الناس من الأمة، فلا يعقل أن تتخلف الإمامة والخلافة عنهم إلى غيرهم. والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله.