وصيه أعلم من وصي سليمان، بل هو العالم بالكتاب كله كما قال تعالى في شأنه: " ومن عنده علم الكتاب " (1).
وقد سئل مولانا جعفر بن محمد الصادق عليه السلام عن الذي عنده علم من الكتاب أعلم، أم الذي عنده علم الكتاب؟ فقال عليه السلام: ما كان علم الذي عنده علم من الكتاب إلا بقدر ما تأخذ البعوضة بجناحها من ماء البحر (2)، يعني أن منزلة من عنده علم الكتاب منزلة البحر، ومنزلة الذي عنده علم من الكتاب منزلة القطرة.
واعلم أنه كما يكون ذكر قصص الأوصياء في الكتاب المجيد إرشادا إلى معرفة وصي نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كذلك ذكر قصص الأنبياء عليهم السلام فيه إرشاد إلى معرفة نبينا صلى الله عليه وآله وسلم لتصريح بمعجزات موسى، وعيسى، وإبراهيم، ونوح، وصالح، وسائر الأنبياء صلى الله عليه وآله وسلم في ضمن قصصهم تصريح بأن نبينا صلى الله عليه وآله وسلم كان قادرا على إظهار المعجزات، وأن ما تواتر من صدورها منه لا ريب فيه. ولا ينبغي أن يرتاب فيه عاقل، إذ لو لم يكن صادقا في نبوته ولم يقدر على إظهار المعجزات لم يصدق معجزات سائر الأنبياء، ولم يذكرها في كتابه، كما أن البابية وأضرابهم - خذلهم الله - افتروا على الله وكذبوا صدور المعجزات من الأنبياء لئلا يضيق الأمر عليهم بزعمهم.
ثم اعلم أن الآيات النازلة في شأن أهل البيت عليهم السلام، الدالة على اختصاص الولاية لا تنحصر في أربعين، كيف وقد روى ابن المغازلي عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: القرآن أربعة أرباع، فربع فينا أهل البيت خاصة، وربع حلال، وربع حرام، وربع فرائض وأحكام، والله أنزل فينا