تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء... " (1) والآية اللاحقة عليه بآيتين، وهو قوله تعالى: " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا... " إلى قوله تعالى: " والكفار أولياء " (2) إن المراد من الولاية هنا المحبة، لأن المنهي عنها بالنسبة إلى اليهود والنصارى والكفار إنما هي الولاية، بمعنى المحبة لا بمعنى الأولوية، لأن المؤمنين لم يتخذوهم أولي الأمر حتى ينهوا عنه فحينئذ يحكم بأن المراد من الولاية في الجميع بمعنى المحبة، والحصر إنما يكون مجازيا لا حقيقيا.
قلت: مجرد كون الولي في آية أخرى سابقة أو لاحقة غير مربوطة بهذه الآية بمعنى المحب، لا يوجب أخذ الولي في هذه الآية بمعناه أيضا، مع أن المناسب للسابقة واللاحقة أخذ الولي هنا بمعنى ولي الأمر، والأولى والأحق بالأمور. فهي إرشاد للمؤمنين بأن ولي أمركم هو الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والمؤمن الموصوف بما وصفه، وأنتم تحت ولاية أمرهم، ولا اختيار لكم في اتخاذ المودة بينكم وبين من كفر بهم ووجب عليكم إطاعة مواليكم، والائتمار بأمرهم، والانتهاء عما نهوا عنه، فالآية تأكيد وتثبيت للنهي السابق واللاحق.
ثم إن التجوز في الحصر لا يكون إلا على سبيل التنزيل، (3) ضرورة أن