وعصمته حينئذ فرع التصديق بنبوته صلى الله عليه وآله وسلم، فكيف تكون شهادته مثبتة لما يتفرع اعتبار شهادته عليه فالعلم بالباطن كما يستكشف من قبل إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد التصديق بنبوته، كذلك يستكشف من قبل ظهور آثاره فيه من ظهور المعجزات وخوارق العادات على يده عند طلبها منه لإثبات الحجة، كما ظهر من الذي (عنده علم من الكتاب) وهو آصف وصي سليمان بن داود عليه السلام حين أتى بعرش بلقيس قبل ارتداد الطرف.
وأما الخامس: فمن الواضح أن الإضافة في أمثال المقام تفيد (1) العموم والاستغراق، فلا يقال: زيد عنده علم الفقه، أو النحو والصرف، باعتبار العلم ببعض مسائله. لا أقول إن إضافة المصدر إلى فاعله أو مفعوله مطلقا تفيد العموم حتى ينتقض بضرب زيد ورؤية عمرو ونحوهما، مما لا تفيد العموم بالضرورة.