عرفني وعرف حقي فقد عرف ربه، لأني وصي نبيه صلى الله عليه وآله وسلم في أرضه وحجته على خلقه، لا ينكر هذا إلا راد على الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم (1) ومنها: عن الطبرسي في الاحتجاج، في حديث طويل عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: قد زاد جل ذكره في التبيان وإثبات الحجة في قوله في أصفيائه وأوليائه عليهم السلام: " أن تقول نفس يا حسرتي على ما فرطت في جنب الله " تعريفا للخليقة قربهم، ألا ترى أنك تقول فلان إلى جنب فلان إذا أردت أن تصف قربه منه، وإنما جعل الله تبارك وتعالى في كتابه هذه الرموز التي لا يعلمها غيره وغير أنبيائه، وحججه في أرضه، لعلمه ما يحدثه في كتابه المبدلون من إسقاط أسماء حججه وتلبيسهم ذلك على الأمة، ليعينوهم على باطلهم فأثبت فيه الرموز، وأعمى قلوبهم وأبصارهم لما عليهم في تركها وترك غيرها من الخطاب الدال على ما أحدثوه فيه. (2) أقول: ويدل على ما في الرواية الأولى من أن وصيه صلى الله عليه وآله وسلم مولانا أمير المؤمنين عليه السلام الأخبار المتواترة من الجانبين، وقد روى في غاية المرام في هذا الباب من طريق العامة ما تجاوز عن خمسين حديثا. (3) والوصاية في هذا الخبر، وفي سائر الأخبار صريحة في الخلافة عنه صلى الله عليه وآله وسلم في شأن الرسالة التي هي الولاية والإمامة الكبرى، ضرورة أن سؤال أهل اليمن إنما هو عن وصيه صلى الله عليه وآله وسلم القائم مقامه في أمور المسلمين، لا عن وصيه في صرف مال ونحوه، وجوابه بأنه هو الذي أمركم بالاعتصام به وأنه هو الذي
(٢٨٣)