وهما الخليفتان اللتان استخلفهما الرسول صلى الله عليه وآله وسلم حيث قال: إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله... وعترتي أهل بيتي....
وإذا كانت الخلافة الإلهية أمرا منزلا من السماء فلا بد لمن يعتقد هذه الخلافة الإلهية أن يتمثل لذلك بالكتاب المنزل الذي لا ريب فيه وأن يتذرع بالسنة المأثورة التي لا اختلاف فيها ولا إبهام لها كما يشارفنا بذلك هذا الكتاب الذي بين أيدينا، وهو يتابع القرآن في بناء هذه الخلافة ويواكب السنة في إرساء قواعدها ليتبين لرواد الحق من الكتاب والسنة أن الخلفاء من بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم هم العترة الطاهرة سلام الله عليهم وفي طليعتهم قائد الإسلام ورائده علي بن أبي طالب عليه السلام أخو الرسول ووصيه ووزيره وخليفته من بعده.
والألمعية العلمية التي برز بها أبحاث هذا الكتاب إنما تتمثل في عمق الحجة وأصالة البرهان، تلك الأصالة التي عالج بها هذه الموضوعات القرآنية التي حرفتها الخصوم وحادوا بها عن منطقها الواضح إلى متاهات التأويل والتخرص بالظنون.
وإذ وفق الكتاب أن يثبت هذه الولاية بالنصوص التي يعضدها الوحي فماذا يعنيه - بعد ذلك - أن يبحث من هذه الإمامة بالطرق الكلامية المألوفة التي تستند إلى أفضلية الإمام في سمات العلم والعصمة والشجاعة وغيرها، وقد أثبت هذه الإمامة بكل مستلزماتها من الكتاب العزيز والسنة المتواترة، ومنها العصمة الإلهية والتعين الإلهي وكفى.
والكتاب بعد هذا من ألمع ما تستبان منه عبقرية السيد المؤلف وسعة علمه وعمق تحقيقه، وهما مما سوف يستنير به المسلمون في مجالات الإيمان