إليكم رجلا كنفسي، يقتل مقاتليكم، ويسبي ذراريكم، وإنما عنى عليا عليه السلام.
في غاية المرام: قال ابن أبي الحديد: الخبر المشهور عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال لبني وليعة: لتنتهين يا بني وليعة، أو لأبعثن إليكم رجلا عديل نفسي، يقتل مقاتليكم، ويسبي ذراريكم، قال عمر بن الخطاب: فما تمنيت الإمارة إلا يومئذ، وجعلت أنصب له صدري رجاء أن يقول هو هذا، فأخذ علي عليه السلام. (1) ويدل عليه أيضا ما رواه في غاية المرام، عن موفق بن أحمد بإسناده، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما من نبي إلا وله نظير في أمته، وعلي نظيري. (2) وعن أحمد بن حنبل في مسنده، قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن أحمد بن سهل النحوي، يرفعه إلى سعد بن حذيفة، عن أبيه حذيفة بن اليمان، قال: آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين المهاجرين والأنصار، وكان يؤاخي بين الرجل ونظيره، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام، فقال: هذا أخي، قال حذيفة: فرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سيد المسلمين، وإمام المتقين، ورسول رب العالمين، الذي ليس له شبه ونظير. وعلي عليه السلام أخوه. (3) وإذا اتضح لك أن منزلته من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم منزلة نفسه منه صلى الله عليه وآله وسلم اتضح لك اختصاص الخلافة والإمامة به، ضرورة أن خلافة شخص عن شخص آخر عبارة عن تنزيله منزلته، وقيامه مقامه، وصيرورته بمنزلة نفسه، ولا حقيقة