هذا يكون مبتدعا ومن أنكر الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى يكون كافرا لثبوته بالدليل القطعي قال تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا وهي التي رآها ليلة الأسرى من العجائب ولقاء الأنبياء عليهم السلام وصلاته بهم وبالملائكة وغير ذلك وقد تواردت الروايات بشق صدره ليلة الإسراء حين جاء به جبرائيل بالبراق ففي البخاري وغيره أنه شق قلبه فيها وهو بالمسجد قبل أن يخرج به إلى ركوب البراق وروي الشق أيضا مرة عند حليمة وهو ابن سنتين وشهرين أو ثلاثة وروي أيضا أخرى وهو ابن عشر سنين أو نحوها فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه وروي أيضا أخرى عند مجئ جبرائيل إليه بالوحي وهو بغار حراء رواه أبو نعيم وروي خامسة ولم تثبت وآخرها كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما في رواية أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره وفي أخرى أنه رآه بقلبه قال بعض المحققين ولا مخالفة بين الروايتين لأنه صح عنه كما رواه الطبراني بإسناد رجاله أنه عليه السلام رأى ربه مرتين واحدة بالعين وواحدة بالقلب بمعين أنه خلق فيها إدراك البصر وإنكار عايشة رضي الله عنها الرؤية بالبصر فيهما رواه مسلم عنها وهوا أن مسروقا قال لها لما أنكرت الرؤيا ألم يقل الله ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى فقالت أنا أول من سأل عن هذه الآية سئلت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال لا إنما رأيت جبرائيل لأنها إنما سألت عما في الآية فأجاب بها عليه السلام بأنه لم يره في قصة الآية وهي غير قصة المعراج وهذا الذي اختاره جماعة من المحققين كابن حجر والنسفي في عقايده وغيرهما وصحح السعد رحمه الله والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة بشخصه إلى السماء ثم إلى ما شاء الله حق) أي ثابت بالخبر المشهور حتى أن منكره يكون مبتدعا وإنكاره وادعاء استحالته إنما يترتب على أصول الفلاسفة وإلا فالخرق والالتيام جائز عندنا والأجسام متماثلة يصح على ما يصح على الآخر والله تعالى قادر على الممكنات كلها فقوله في اليقظة إشارة إلى الرد على من زعم أن المعراج كان في المنام على ما روي عن معاوية رضي الله عنه أنه سئل عن المعراج فقال كانت رؤيا صالحة وروي عن عائشة رضي الله عنه أنها قالت ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وقد قال تعالى
(٦١)