نخبة اللآلي شرح بدأ الأمالي - محمد بن سليمان الحلبي - الصفحة ٦١
هذا يكون مبتدعا ومن أنكر الإسراء من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى يكون كافرا لثبوته بالدليل القطعي قال تعالى سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا وهي التي رآها ليلة الأسرى من العجائب ولقاء الأنبياء عليهم السلام وصلاته بهم وبالملائكة وغير ذلك وقد تواردت الروايات بشق صدره ليلة الإسراء حين جاء به جبرائيل بالبراق ففي البخاري وغيره أنه شق قلبه فيها وهو بالمسجد قبل أن يخرج به إلى ركوب البراق وروي الشق أيضا مرة عند حليمة وهو ابن سنتين وشهرين أو ثلاثة وروي أيضا أخرى وهو ابن عشر سنين أو نحوها فيما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه وروي أيضا أخرى عند مجئ جبرائيل إليه بالوحي وهو بغار حراء رواه أبو نعيم وروي خامسة ولم تثبت وآخرها كان ليلة الإسراء قبل الهجرة بسنة ونصف وصح عن ابن عباس رضي الله عنهما في رواية أنه صلى الله عليه وسلم رأى ربه ببصره وفي أخرى أنه رآه بقلبه قال بعض المحققين ولا مخالفة بين الروايتين لأنه صح عنه كما رواه الطبراني بإسناد رجاله أنه عليه السلام رأى ربه مرتين واحدة بالعين وواحدة بالقلب بمعين أنه خلق فيها إدراك البصر وإنكار عايشة رضي الله عنها الرؤية بالبصر فيهما رواه مسلم عنها وهوا أن مسروقا قال لها لما أنكرت الرؤيا ألم يقل الله ولقد رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى فقالت أنا أول من سأل عن هذه الآية سئلت رسول الله صلى الله عليه وسلم هل رأيت ربك قال لا إنما رأيت جبرائيل لأنها إنما سألت عما في الآية فأجاب بها عليه السلام بأنه لم يره في قصة الآية وهي غير قصة المعراج وهذا الذي اختاره جماعة من المحققين كابن حجر والنسفي في عقايده وغيرهما وصحح السعد رحمه الله والمعراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم في اليقظة بشخصه إلى السماء ثم إلى ما شاء الله حق) أي ثابت بالخبر المشهور حتى أن منكره يكون مبتدعا وإنكاره وادعاء استحالته إنما يترتب على أصول الفلاسفة وإلا فالخرق والالتيام جائز عندنا والأجسام متماثلة يصح على ما يصح على الآخر والله تعالى قادر على الممكنات كلها فقوله في اليقظة إشارة إلى الرد على من زعم أن المعراج كان في المنام على ما روي عن معاوية رضي الله عنه أنه سئل عن المعراج فقال كانت رؤيا صالحة وروي عن عائشة رضي الله عنه أنها قالت ما فقد جسد رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة المعراج وقد قال تعالى
(٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 يقول العبد في بدء الأمالي * لتوحيد بنظم كاللآلي 5
2 اله الخلق مولانا قديم * وموصوف بأوصاف الكمال 8
3 هو الحي المدبر كل أمر * هو الحق المقدر ذو الجلال 11
4 مريد الخير والشر القبيح * ولكن ليس يرضى بالمحال 12
5 صفات الله ليست عين ذات * ولا غيرا سواه ذا انفصال 14
6 صفات الذات والإفعال طرا * قديمات مصونات الزوال 15
7 نسمي الله شيئا لا كالأشياء * وذاتا عن جهات الست خالي 17
8 وليس الاسم غيرا للمسمى * لدى أهل البصيرة خير آل 19
9 وما ان جوهر ربي وجسم * ولا كل وبعض ذو اشتمال 21
10 وفي الأذهان حق كون جزء * بلا وصف التجزي يا ابن خالي 23
11 وما القرآن مخلوقا تعالى * كلام الرب عن جنس المقال 25
12 ورب العرش فوق العرش لكن * بلا وصف التمكن واتصال 27
13 وما التشبيه للرحمن وجها * فصن عن ذاك أصناف الأهالي 29
14 ولا يمضى على الديان وقت * وأحوال وأزمان بحال 31
15 ومستغن إلهي عن نساء * وأولاد إناث أو رجال 32
16 كذا عن كل ذي عون ونصر * تفرد ذو الجلال وذو المعالي 33
17 يميت الخلق قهرا ثم يحيى * فيجزيهم على وفق الخصال 34
18 لأهل الخير جنات ونعما * وللكفار ادراك النكال 37
19 ولا يفنى الجحيم ولا الجنان * ولا أهل وهما أهل انتقال 39
20 يراه المؤمنون بغير كيف * وادراك وضرب من مثال 41
21 فينسون النعيم إذا رأوه * فيا خسران أهل الاعتزال 44
22 وما ان فعل أصلح ذو افتراض * على الهادي المقدس ذي التعالي 46
23 وفرض لازم تصديق رسل * وأملاك كرام بالتوالي 49
24 وختم الرسل بالصدر المعلى * نبي هاشمي ذو جمال 53
25 امام الأنبياء بلا اختلاف * وتاج الأصفياء بلا اختلال 54
26 وباق شرعه في كل وقت * إلى يوم القيامة وارتحال 58
27 وحق امر معراج وصدق * ففيه نص أخبار عوال 60
28 وان الأنبياء لفي أمان * عن العصيان عمدا وانعزال 62
29 وما كانت نبيا قط أنثى * ولا عبد وشخص ذو افتعال 64
30 وذو القرنين لم يعرف نبيا * كذا لقمان فاحذر عن جدال 66
31 وعيسى سوف يأتي ثم يتوي * لدجال شقي ذي خبال 68
32 كرامات الولي بدار دنيا * لها كون فهم أهل النوال 72
33 ولم يفضل ولي قط دهرا * نبيا أو رسولا في انتحال 74
34 وللصديق رجحان جلي * على الأصحاب من غير احتمال 77
35 وللفاروق رجحان وفضل * على عثمان ذي النورين عالي 78
36 وذو النورين حقا كان خيرا * من الكرار في صف القتال 80
37 وللكرار فضل بعد هذا * على الأغيار طرا لا تبال 81
38 وللصديقة الرجحان فاعلم * على الزهراء في بعض الخلال 84
39 ولم يلعن يزيدا بعد موت * سوى المكثار في الاغراء غال 85
40 وايمان المقلد ذو اعتبار * بأنواع الدلائل كالنصال 88
41 وما عذر لذي عقل بجهل * بخلاق الأسافل والأعالي 90
42 وما ايمان شخص حال يأس * بمقبول لفقد الامتثال 92
43 وما أفعال خير في حساب * من الايمان مفروض الوصال 95
44 ولا يقضى بكفر وارتداد * بعهر أو بقتل واختزال 99
45 ومن ينو ارتدادا بعد دهر * يصر عن دين حق ذا انسلال 100
46 ولفظ الكفر من غير اعتقاد * بطوع رد دين باغتفال 103
47 ولا يحكم بكفر حال سكر * بما يهذي ويلغو بارتجال 105
48 وما المعدم مرئيا وشيئا * لفقه لاح في يمن الهلال 106
49 وغيران المكون لا كشئ * مع التكوين خذه لاكتحال 107
50 وان السحت رزق مثل حل * وان يكره مقالي كل قال 108
51 ودنيانا حديث والهيولي * عديم الكون فاسمع باجتذال 110
52 وللجنات والنيران كون * عليها مر أحوال خوال 112
53 وللدعوات تأثير بليغ * وقد ينفيه أصحاب الضلال 113
54 وفي الأجداث عن توحيد ربي * سيبلى كل شخص بالسؤال 116
55 وللكفار والفساق يقضى * عذاب القبر من سوء الفعال 118
56 حساب الناس بعد البعث حق * فكونوا بالتحرز عن وبال 119
57 ويعطى الكتب بعضا نحو يمنى * وبعضا نحو ظهر والشمال 121
58 وحق وزن اعمال وجري * على متن الصراط بلا اهتبال 123
59 ومرجو شفاعة أهل خير * لأصحاب الكبائر كالجبال 126
60 وذو الايمان لا يبقى مقيما * بسوء الذنب في دار اشتعال 130
61 دخول الناس في الجنات فضل * من الرحمن يا أهل الأمالي 132
62 يسلي القلب كالبشرى بروح * ويحيى الروح كالماء الزلال 135
63 فخوضوا فيه حفظا واعتقادا * تنالوا جنس أصناف المنال 137
64 وكونوا عون هذا العبد دهرا * بذكر الخير في حال ابتهال 138
65 لعل الله يعفوه بفضل * ويعطيه السعادة في المآل 138
66 وإني الحق أدعو كل وقت * لمن بالخير يوما قد دعا لي 139