الغشاوة: ما يغشى به الشيء.
وقال الأزهري: ما غشي القلب من الطبع.
وقرئ: غشوة، وكأنه رد إلى الأصل لأن المصادر كلها ترد إلى فعلة، والقراءة الجيدة غشاوة، وكل ما اشتمل على شيء فمبني على فعالة كعمامة وعصابة؛ وكذا الصناعات لاشتمالها على ما فيها كالخياطة والقصارة.
وقد غشى الله على بصره تغشية، وأغشى: أي غطى؛ ومنه قوله تعالى: (فأغشيناهم فهم لا يبصرون) (1).
وغشيه الأمر، كرضي، يغشى غشاوة، وتغشاه: أتاه إتيان ما قد غشيه أي ستره.
وأغشيته إياه وغشيته؛ ومنه قوله تعالى: (يغشي الليل النهار) (2)، وقرئ: يغشي، وفي الأنفال: (يغشيكم) (3)؛ وقرئ: يغشيكم ويغشاكم.
وقوله تعالى: (فغشيهم من اليم ما غشيهم) (4)، وقوله تعالى: (إذ يغشى السدرة ما يغشى) (5).
والغاشية: القيامة لأنها تغشى الخلق فتعم. وبه فسر قوله تعالى: (هل أتاك حديث الغاشية) (6)؛ وفي الصحاح: لأنها تغشى بإفزاعها.
وقيل: النار لأنها تغشى وجوه الكفار.
والغاشية: قميص القلب، وهو جلد غشي به، فإذا خلع منه مات صاحبه.
وأيضا: جلد ألبس جفن السيف من أسفل شاربه إلى أن يبلغ نعله (7).
وغاشية السيف: ما يتغشى قوائمه من الأسفار؛ وفي المحكم: من الأسفان، قال جعفر بن علبة الحارثي:
نقاسمهم أسيافنا شر قسمة * ففينا غواشيها وفيهم صدورها والغاشية: داء يأخذ في الجوف؛ عن الأصمعي؛ ومنه قولهم: رماه الله بالغاشية، قال الراجز:
* في بطنه غاشية تتممه * (8) أي تهلكه.
والغاشية: السؤال، جمع سائل، يأتونك مستجدين.
وأيضا: الزوار، والأصدقاء ينتابونك ويقصدونك.
والغاشية: حديدة فوق مؤخرة الرحل؛ نقله الجوهري.
قال الأزهري: وهي الدامغة.
وغشاء القلب، بالكسر، وكذا غشاء السرج والسيف وغيره: ما يغشاه (9) ويغطيه، فغشاء القلب: قميصه الذي تقدم ذكره؛ وغشاء السرج: ما يغطى به من جلد وغيره، وغشاء السيف: غلافه.
* ومما يستدرك عليه:
الغاشية من العذاب: العقوبة المجللة.
والغشاوة، بالكسر: جلدة القلب.
وغشي الليل، كرضي: أظلم؛ ومنه قوله تعالى: (والليل إذا يغشى) (10)؛ وأغشى كذلك.
والغاشية: الداهية.
وغشية الحمى: لمتها.
وغشية الموت: هو ما ينوب الإنسان مما يغشى فهمه.
[غشو]: والغشواء: فرس م معروف لحسان بن سلمة، صفة غالبة.