ومما يستدرك عليه:
النموة: الزيادة.
وهو ينمو إلى الحسب: لغة في ينمي.
ونما نموا: ارتفع.
والنمو، بالفتح: القمل الصغار لغة في النمء بالهمز، وقد تقدم.
ونموت الحديث نموا: أي أسندته ونقلته على وجه الإصلاح؛ عن ابن القطاع.
[نمي]: وكنمى ينمي نميا، بالفتح، ونميا، كعتي، ونماء، بالمد، ونمية (1)، كعطية: أي زاد وكثر.
وأنمى ونمى، بالتشديد، وهما لازمان.
ونمى النار ينميها نميا: رفعها وأشبع وقودها، وذلك بأن ألقى عليها حطبا فذكاها به، ظاهر سياقه أن نمى النار بالتخفيف والصواب بالتشديد، يقال: نمى النار تنمية، كما هو نص المحكم والأساس والصحاح وهو مجاز.
ومن المجاز: نمى الرجل ينمى: سمن، فهو نام؛ كما في الأساس، وكذلك الناقة كما يأتي.
ونمى الماء ينمى: طما وارتفع.
ومن المجاز: نمى إليه الحديث: أي ارتفع، ونميته ونميته، بالتخفيف والتشديد: رفعته وأبلغته، لازم متعد.
ونميت الرجل إلى أبيه: عزوته إليه ونسبته؛ هو بالتخفيف فقط.
وأنماه، أي الحديث، أذاعه على وجه النميمة؛ وقيل: إن نميته ونميته، بالتشديد، سواء في الإذاعة على وجه النميمة، والصحيح أن نميته بالتخفيف رفعته على وجه الإصلاح، وهذه محمودة، ونميته، بالتشديد، بلغته على جهة النميمة، وهذه مذمومة.
وفي الصحاح: قال الأصمعي: نميت الحديث نميا، مخفف إذا بلغته على وجه الإصلاح والخير، وأصله الرفع، ونميت الحديث تنمية إذا بلغته على وجه النميمة والإفساد، انتهى.
وفي الحديث: ليس بالكاذب من أصلح بين الناس فقال خيرا ونمى خيرا، أي بلغ خيرا ورفع خيرا.
قال ابن الأثير: قال الحربي: نمى، مشددة، ولكن المحدثين يخففونها، قال: وهذا لا يجوز وسيدنا رسول الله، صلى الله عليه وسلم لم يكن يلحن، ومن خفف لزمه أن يقول: خير بالرفع، قال: وهذا ليس بشيء فإنه ينتصب بنمى كما انتصب بقال، وكلاهما على زعمه لازمان، وإنما نمى متعد.
قلت: وهذا الفرق الذي تقدم بين نمى ونمى هو الصحيح نقله أبو عبيد وابن قتيبة وغيرهما ولا خلاف بينهم في ذلك.
ومن المجاز: أنمى الصيد إنماء: إذا رماه فأصابه ثم ذهب عنه فمات؛ ومنه الحديث: كل ما أصميت ودع ما أنميت، وإنما نهى عنها لأنك لا تدري هل ماتت برميك أو بشيء غيره، والإصماء ذكر في موضعه.
وانتمى إليه: انتسب، هو مطاوع نماه نميا، والمعنى ارتفع إليه في النسب؛ ومنه الحديث: من ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه، أي انتسب إليهم ومال وصار معروفا بهم.
وانتمى البازي والصقر وغيرهما: ارتفع من موضعه إلى موضع آخر.
وكل انتماء: ارتفاع؛ ومنه انتمى فلان فوق الوسادة؛ قال الجعدي:
إذا انتميا فوق الفراش علاهما * تضوع ريا ريح مسك وعنبر (2) كتنمى؛ قال أبو ذؤيب: