وأشار بقوله: " واجعل فعلا " إلى أن كل فعل ثلاثي يجوز أن يبنى منه فعل على فعل لقصد المدح أو الذم، ويعامل معاملة " نعم، وبئس " في جميع ما تقدم لهما من الاحكام، فتقول: " شرف الرجل زيد، ولوم الرجل بكر، وشرف غلام الرجل زيد، وشرف رجلا زيد ".
ومقتضى هذا الاطلاق أنه يجوز في علم أن يقال: " علم الرجل زيد "، بضم عين الكلمة، وقد مثل هو وابنه به. وصرح غيره أنه لا يجوز تحويل " علم، وجهل، وسمع " إلى فعل يضم العين، لان العرب حين استعملتها هذا الاستعمال أبقتها على كسرة عينها، ولم تحولها إلى الضم، فلا يجوز لنا تحويلها،
____________________
(1) " واجعل " فعل أمر، فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " كبئس " جار ومجرور متعلق باجعل، وهو مفعوله الثاني " ساء " قصد لفظه: مفعول أول لاجعل " واجعل " الواو عاطفة، اجعل: فعل أمر، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت، وهو معطوف على اجعل السابق " فعلا " مفعول أول لاجعل " من ذي " جار ومجرور متعلق بمحذوف حال من فعلا، وذي مضاف و" ثلاثة " مضاف إليه " كنعم " جار ومجرور متعلق باجعل، وهو مفعوله الثاني " مسجلا " حال من نعم.