شرح ابن عقيل - ابن عقيل الهمداني - ج ٢ - الصفحة ٣٠٠
التحذير: تنبيه المخاطب على أمر يجب الاحتراز منه.
فإن كان بإياك وأخواته - وهو إياك، وإياكما، وإياكم، وإياكن - وجب إضمار الناصب: سواء وجد عطف أم لا، فمثاله مع العطف: " إياك والشر " ف‍ " إياك ": منصوب بفعل مضمر وجوبا، والتقدير: إياك أحذر، ومثاله بدون العطف: " إياك أن تفعل كذا " أي: إياك من أن تفعل كذا.
وإن كان بغير " إياك " وأخواته - وهو المراد بقوله: " وما سواه " - فلا يجب إضمار الناصب، إلا مع العطف، كقولك: " ماز رأسك والسيف " أي: يا مازن ق رأسك واحذر السيف، أو التكرار، نحو " الضيغم الضيغم " أي: احذر الضيغم، فإن لم يكن عطف ولا تكرار جاز إضمار الناصب وإظهاره، نحو " الأسد " أي: احذر الأسد، فإن شئت أظهرت، وإن شئت أضمرت.
* * * وشذ " إياي "، و " إياه " أشذ * وعن سبيل القصد من قاس انتبذ (1) حق التحذير أن يكون للمخاطب، وشذ مجيئه للمتكلم في قوله: " إياي وأن بحذف أحدكم الأرنب (2) " وأشذ منه مجيئه للغائب في قوله: " إذا بلغ الرجل
____________________
(1) " شذ " فعل ماض " إياي " مقصود لفظه: فاعل شذ " وإياه " مقصود لفظه أيضا: مبتدأ " أشذ " خبر المبتدأ " وعن سبيل " جار ومجرور متعلق بانتبذ الآتي، وسبيل مضاف، و" القصد " مضاف إليه " من " اسم موصول: مبتدأ، وجملة " قاس " وفاعله المستتر فيه لا محل لها صلة، وجملة " انتبذ " وفاعله المستتر فيه في محل رفع خبر المبتدأ.
(2) هذا أثر عن عمر بن الخطاب رضى الله تعالى عنه، وهو بتمامه " لتذك لكم الأسل والرماح، وإياي وأن يحذف أحدكم الأرنب " ويحذف: أي يرمى بنحو حجر، والأسل:
كل ما دق من الحديد كالسيف والسكين، والرماح: جمع رمح، وهو آلة من الآلات الحرب معروفة، يأمرهم بأن يذبحوا بالأسل وبالرماح، وينهاهم أن يحذفوا الأرنب ونحوه بنحو حجر.
(٣٠٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 294 295 297 298 299 300 301 302 303 304 305 ... » »»
الفهرست