ولذلك كله أطلق جماعة كالفاضلين (1) والشهيد الثاني (2) - في ظاهر كلماتهم - كونه من الكبائر، من غير فرق بين أن يترتب على الخبر الكاذب مفسدة أو لا يترتب عليه شئ أصلا.
ويؤيده ما روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في وصيته لأبي ذر رضوان الله عليه: " ويل للذي يحدث فيكذب، ليضحك القوم، ويل له، ويل له، ويل له (3) " (4)، فإن الأكاذيب المضحكة لا يترتب عليها غالبا إيقاع في المفسدة.
نعم، في الأخبار ما يظهر منه عدم كونه على الإطلاق كبيرة، مثل رواية أبي خديجة، عن أبي عبد الله عليه السلام: إن " الكذب على الله تعالى ورسوله من الكبائر " (5). فإنها ظاهرة في اختصاص (6) الكبيرة بهذا الكذب الخاص، لكن يمكن حملها على كون هذا (7) الكذب الخاص من الكبائر الشديدة العظيمة، ولعل هذا أولى من تقييد المطلقات المتقدمة.
وفي مرسلة سيف بن عميرة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: " كان