لا يتعلق بالمباشرة كالتجهيز ولا مضايقة عن القول بعدم وجوبه كما عن المفيد والقاضي مع حكمهما بطهارتهم واستدل الشيخ في التهذيب للمفيد بان المخالف لأهل الحق كافر فيجب ان يكون حكمه حكم الكفار الاما خرج بالدليل واستدل عليه الحلى بعد اختياره له بقوله تعالى ولا تصل على أحد منهم مات ابدا يعني الكفار والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف وفى المعتبر في مسألة الزكاة في بيان أوصاف مستحقي الزكاة بعد دعوى اجماع أهل العلم على عدم اعطاء الكافر قال ولا يعطى غير الامامي وان اتصف بالاسلام ثم استدل على ذلك بان الايمان تصديق النبي صلى الله عليه وآله في كل ما جاء به والكفر جحود ذلك فمن ليس بمؤمن فهو كافر وليس للكافر زكاة بما بيناه ولان مخالف الحق محاد لله و رسوله فلا يجوز موادته والزكاة معونة وارفاق فلا يصرف إلى محاد انتهى وأوضح من ذلك ما عن المنتهى من الاستدلال على هذا الحكم بان الإمامة من أركان الدين وقد علم ثبوتها من الدين ضرورة والجاحد لها لا يكون مصدقا للرسول في جميع ما جاء به فيكون كافرا انتهى وعن شرحه على فص الياقوت للشيخ الجليل ابن نوبخت من متقدمي أصحابنا عند قول الماتن دافعوا النص كفرة عند جمهور أصحابنا ومن أصحابنا من يفسقهم إلى آخره قال في شرح ذلك إما دافعوا النص على أمير المؤمنين (ع) بالإمامة فقد ذهب أكثر أصحابنا على تكفيرهم لان النص معلوم بالتواتر من دين محمد صلى الله عليه وآله فيكون ضروريا أي معلوما من دينه ضرورة فجاحده يكون كافرا كمن يجحد وجوب الصلاة وصوم شهر رمضان انتهى والحاصل ان ثبوت صفة الكفر لهم مما لا اشكال فيه ظاهرا كما عرفت من الأصحاب ويدل عليه اخبار متواترة تذكر بعضها تيمنا وتشريفا للكتاب ففي رواية أبى حمزة قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول إن عليا باب فتحه الله من دخله كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا ورواية أبي بصير عن أبي عبد الله (ع) قال قال رسول الله صلى الله عليه وآله طاعة علي (ع) ذل ومعصيته كفر بالله قيل يا رسول الله صلى الله عليه وآله كيف كان طاعة علي (ع) ذلا ومعصيته كفرا قال علي (ع) يحملكم على الحق فان أطعتموه ذللتم وان عصيتموه كفرتم بالله عز وجل وفى رواية إبراهيم ابن أبي بكر قال سمعت أبا الحسن موسى (ع) يقول إن عليا (ع) باب من أبواب الهدى فمن دخل في باب علي (ع) كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافرا ومن لم يدخل فيه ولم يخرج منه كان في طبقة الذين لله فيهم المشية ورواية الفضل بن يسار قال سمعت أبا جعفر (ع) يقول إن الله نصب عليا (ع) علما لله بين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن جهله كان ضالا ومن نصب معه شيئا كان مشركا ومن جاء بولايته دخل الجنة ومن جاء بعداوته دخل النار وفى رواية إبراهيم بن بكر عن أبي إبراهيم (ع)؟ ان عليا (ع) باب من أبواب الجنة فمن دخل بابه كان مؤمنا ومن خرج من بابه كان كافرا ومن لم يدخل فيه ولم يخرج كان في الطبقة الذين لله فيهم المشية وعن الكافي بسنده إلى الباقر (ع) قال إن الله نصب عليا (ع) بينه وبين خلقه فمن عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا ومن جهله كان ضالا وعن الصادق (ع) من عرفنا كان مؤمنا ومن أنكرنا كان كافرا وعن كمال الدين عن الصادق (ع) الامام علم بين الله عز وجل وبين خلقه من عرفه كان مؤمنا ومن أنكره كان كافرا وعن المحاسن بسنده إلى النبي صلى الله عليه وآله أنه قال لحذيفة يا حذيفة ان حجة الله بعدي عليك علي بن أبي طالب الكفر به كفر بالله والشرك به شرك بالله والشك فيه شك في الله والالحاد فيه الحاد في الله والانكار له انكار الله والايمان به ايمان بالله لأنه أخو رسول الله صلى الله عليه وآله ووصيه وامام أمته ومولاهم وهو حبل الله المتين وعروته الوثقى لا انفصام لها الحديث إلى غير ذلك مما لا يطيق مثلي الإحاطة بعشر معشاره؟ بل ولا بقطرة من بحاره الا ان المستفاد من مجموع الاخبار وكلمات الأخيار ان المراد بهذا الكفر المقابل للايمان الذي هو أخص من الاسلام وترتب النجاسة الظاهرية على الكفر بهذا المعنى مما لم يدل عليه دليل فان عمدة دليل نجاسة الكفار إما الأخبار الدالة على نجاسة الفرق بالخصوص كاليهود والنصارى وغيرهم واما الاجماعات المحكية على نجاسة كل كافر إما الاخبار فلا تجدى في المقام كما لا يخفى بل وكذا الاجماع نظرا إلى تصريح نقلة الاجماع بإرادة الكافر في مقابلة المسلم وقد ثبت من الأخبار الكثيرة الواردة في حل الجلود والذبايح إذا كان في سوق المسلمين أو في ارض الاسلام أو كان الذابح دان بكلمة الاسلام ونحو ذلك صدق المسلم عليهم أو اطلاقه عليهم لكونهم بمنزلة المسلم في الطهارة ونحوها من الأحكام المتعلقة بمعاشرتهم وقد عقد ثقة الاسلام في الكافي بابا لذكر الأخبار الدالة على تغاير الاسلام والايمان ولا يبعد دعوى تواترها المعنوي؟
منها رواية ابن أبي عمير عن الحكم بن أيمن عن القسم الصيرفي عن أبي عبد الله (ع) قال الاسلام يحقن به الدم ويؤدى به الأمانة ويستحل به الفروج والثواب على الايمان وبمضمونها حسنة فضيل ابن يسار وصحيحي أبى الصباح الكناني وحمران بن أعين ورواية سفيان السمط عن أبي عبد الله (ع) قال الاسلام هو الظاهر الذي عليه الناس شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وآله؟ وأقام الصلاة وايتاء الزكاة وحج البيت وصيام شهر رمضان فهذا الاسلام والايمان معرفة هذا الامر مع هذا فان أقر بها ولم يعرف هذا الامر كان مسلما ضالا ورواية ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام ان الايمان يشارك