وعن أبي عبد الله عليه السلام: ان أصحاب الكهف أسروا الايمان وأظهروا الكفر، فكان على اظهارهم الكفر أعظم منهم على اسرارهم الايمان.
وفيه عنه عليه السلام انه قال: خرج ثلاثة نفر يسبحون في الأرض فبينا هم يعبدون الله في كهف في قلة جبل حتى بدت صخرة من أعلى الجبل حتى التقمت باب الكهف، فقال بعضهم: يا عباد الله والله لا ينجيكم منها إلا ان تصدقوا عن الله، فهلموا ما عملتم لله خالصا.
فقال أحدهم: اللهم إن كنت تعلم اني طلبت امرأة جيدة لحسنها وجمالها وأعطيت فيها مالا ضخما، فلما قدرت عليها وجلست منها مجلس الرجل من المرأة ذكرت النار فقمت عنها خوفا منك، فارفع عنا هذه الصخرة. قال: فانصدعت حتى نظروا إلى الضوء.
ثم قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم إني استأجرت قوما كل رجل بنصف درهم، فلما فرغوا أعطيتهم أجورهم، فقال رجل لقد عملت عمل رجلين والله لا آخذ إلا درهما ثم ذهب وترك ماله عندي، فبذرت بذلك النصف درهم في الأرض، فأخرج الله به رزقا، وجاء صاحب النصف الدرهم فأراده فدفعت إليه عشرة آلاف درهم ودرهم حقه فان كنت تعلم انما فعلت ذلك مخافة منك فارفع عنا هذه الصخرة، قال: فانفرجت حتى نظر بعضهم إلى بعض. ثم قال الآخر: اللهم إن كنت تعلم أن أبي وأمي كانا نائمين فأتيتهما بقصعة من لبن فخفت ان أضعه فتقع فيه هامة، وكرهت ان أنبههما من نومهما فيشق ذلك عليهما، فلم أزل بذلك حتى استيقظا فشربا، اللهم إن كنت تعلم اني فعلت ذلك ابتغاء لوجهك فارفع عنا هذه الصخرة، فانفرجت حتى سهل الله لهم المخرج.
ثم قال رسول الله صلوات الله عليه وآله: من صدق الله نجا.
أقول: إنما أوردنا هذا الخبر هنا. لأنه ذهب كثير من المفسرين إلى أن أهل الرقيم هم هؤلاء الثلاثة.
وقال الثقة علي بن إبراهيم: واما الرقيم: فيهما لوحان من نحاس مرقوم مكتوب فيهما أمر الفتية وأمر إسلامهم وما أراد منهم دقيانوس الملك وكيف كان أمرهم وحالهم.
وقيل: الرقيم اسم الوادي الذي كان فيه الكهف، وقيل: هي القرية التي خرجوا منها.