انظر أيها الملك في أمري ما أصبت كنزا، انا رجل من أهل هذه المدينة، فقال الملك: أنت من أهلها؟ قال: نعم، قال: فهل تعرف بها أحدا؟ قال: نعم، قال:
ما اسمك؟ قال: اسمي تمليخا، قال: وما هذه الأسماء اسم أهل زماننا.
فقال الملك: هل لك في هذه المدينة دار؟ قال: نعم، اركب أيها الملك معي فركب والناس معه، فأتى بهم ارفع دار في المدينة، قال تمليخا: هذه الدار لي، فقرع الباب فخرج إليهم شيخ وقد وقع حاجباه على عينيه من الكبر، فقال:
ما شأنكم؟ قال الملك: اتانا هذا الغلام بالعجائب، يزعم أن هذه الدار داره، فقال الشيخ: من أنت؟ قال: انا تمليخا بن قسطيكين.
قال: فانكب الشيخ على رجليه يقبلهما وهو يقول: جدي ورب الكعبة فقال: أيها الملك هؤلاء الفتية الستة الذين خرجوا هربا من دقيوس الملك.
قال: فنزل الملك عن فرسه وحمله على عاتقه وجعل الناس يقبلون يديه ورجليه فقال: يا تمليخا ما فعل أصحابك؟ فأخبر انهم بالكهف.
وكان يومئذ بالمدينة ملك مسلم وملك يهودي، فركبوا في أصحابهم.
فلما صاروا قريبا من الكهف قال لهم تمليخا: اني أخاف ان يسمع أصحابي أصوات حوافر الخيول يظنون أن دقيوس الملك قد جاء في طلبهم، ولكن أمهلوني حتى أتقدم فأخبرهم، فوقف الناس.
فأقبل تمليخا حتى دخل الكهف، فلما نظروا إليه اعتنقوه وقالوا: الحمد لله الذي نجانا من دقيوس، قال: تمليخا دعوني عنكم وعن دقيوسكم، كم لبثتم؟ قالوا: لبثنا يوما أو بعض يوم، قال: تمليخا: بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين وقد مات دقيوس وقرن بعد قرن، وبعث الله نبيا يقال له المسيح عيسى بن مريم ورفعه الله إليه، وقد اقبل إلينا الملك والناس معه. قالوا: يا تمليخا أتريد ان تجعلنا فتنة للعالمين؟ قال تمليخا:
فما تريدون؟ قالوا: إدع الله جل ذكره وندعو معك حتى يقبض أرواحنا، فرفعوا أيديهم، فأمر الله تعالى بقبض أرواحهم، وطمس الله باب الكهف على الناس.
فأقبل الملكان يطوفان على باب الكهف سبعة أيام، لا يجدان للكهف بابا، فقال