(قصص الأنبياء) للراوندي من علماء الإمامية عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما مضى موسى صلوات الله عليه إلى الجبل تبعه رجل من أفضل أصحابه فأجلسه في أسفل الجبل وصعد موسى (ع) الجبل فناجى ربه ثم نزل، فإذا بصاحبه قد اكل السبع وجهه وقطعه، فأوحى الله تعالى إليه: ان كان له عندي ذنب، فأردت ان يلقاني ولا ذنب له.
وفيه عن أبي جعفر (ع) قال: أوحى الله تعالى إلى موسى (ع) ان من عبادي من يتقرب إلى الجنة، فأحكمه في الجنة، قال وما تلك الجنة، قال يمشي في حاجة مؤمن.
أقول: قوله: (يمشي) إشارة إلى أن هذا الثواب مرتب على سعيه في حاجة المؤمن، وان لم تقض على يده. وقد وقع التصريح به في موارد أخرى.
وفي حديث صحيح عنه عليه السلام قال: من طاف بالبيت طوافا، كتب الله له ستة آلاف حسنة ومحى عنه ستة آلاف سيئة ورفع له ستة آلاف درجة.
ثم قال: وقضاء حاجة المؤمن أفضل من طواف وطواف حتى عد عشرا.
بقى الكلام في أن المؤمن الذي يترتب هذا الثواب على قضاء حاجته هل يكتفي بكونه من جملة الشيعة وواحد منهم وإن كان فاسقا في جوارحه، أم لا بد من هذه الأعمال إلى الاعتقاد.
أقول: الظاهر هو الثاني، لان الفاسق لا يبالغ في حرمته إلى هذا الحال، نعم يكفي في هذا المعنى ان يكون مستور الظاهر غير متجاهر بالذنوب والمعاصي، وإلا فالمقصود من عصمه الله، ولا حول ولا قوة الا بالله.
وقد بقى شئ آخر وهو ان جماعة من صلحاء الشيعة حالهم مستوري الذنوب والتجاهر بالمعاصي، لكنهم أما من جنود السلطان أو من نواكر العمال والحكام وان لهم خدمة معهم أو نحو ذلك. فمثل هذه، لا يقال له تجاهر بالمعاصي حتى ترديهم شهادتهم ولا يسعى لهم في حوائجهم ويحكم عليهم بلوازم الفسوق