الله عز وجل ناجى موسى بن عمران بمائة الف كلمة وأربعة وعشرين الف كلمة في ثلاثة أيام ولياليهن ما طعم فيها موسى ولا شرب فيها.
فلما انصرف إلى بني إسرائيل وسمع كلام الآدميين مقتهم لما كان وقع من مسامعه من حلاوة كلام الله عز وجل.
وعن أمير المؤمنين عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى قال لموسى:
احفظ وصيتي لك بأربعة أشياء:
أولهن - ما دمت لا ترى ذنوبك تغفر فلا تشغل بعيوب غيرك.
والثانية - ما دمت لا ترى كنوزي قد نفدت فلا تغتم بسبب رزقك.
والثالثة - ما دمت لا ترى زوال ملكي فلا ترج أحدا غيري.
والرابعة - ما دمت لا ترى الشيطان ميتا فلا تأمن مكره.
وعنه عليه السلام: ليس في القرآن (يا أيها الذين آمنوا) إلا وهي في التوراة (يا أيها الناس). وفي خبر آخر: (يا أيها المساكين).
وعنهم عليه السلام: قال إبليس يا موسى لا تخل بامرأة فإنه لا يخلو رجل بامرأة لا تحل له، إلا وكنت صاحبه دون أصحابي، وإياك ان تعاهد الله عهدا فإنه ما عاهد الله أحدا إلا وكنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبين الوفاء به، وإذا هممت بصدقة فامضها، فإذا هم العبد بصدقة كنت صاحبه دون أصحابي حتى أحول بينه وبينها.
(قصص الراوندي) باسناده إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في زمن موسى صلوات الله عليه ملك جبار قضى حاجة مؤمن بشفاعة عبد صالح فتوفي في يوم واحد الملك الجبار والعبد الصالح، فقام على الملك الناس واغلقوا أبواب السوق لموته ثلاثة أيام، وبقى العبد الصالح في بيته، فتناولت دواب الأرض عن وجهه.
فرآه موسى بعد ثلاث، فقال يا رب هو عدوك وهذا وليك؟ فأوحى الله إليه: يا موسى ان الله وليي سأل هذا الجبار حاجة فقضاها له، فكافأته عن المؤمن وسلطت دواب الأرض على محاسن وجه المؤمن لسؤاله ذلك الجبار.