فسأل الله عز وجل ذلك لهم فقال الله عز وجل فليحرثوا افعل ذلك لهم، يا موسى فأخبرهم موسى فحرثوا ولم يتركوا شيئا إلا وزرعوه، ثم استنزلوا المطر عليهم على إرادتهم وحبسوه على إرادتهم، فصارت زروعهم كأنها الجبال والآجام، فحصدوا وداسوا وذروا فلم يجدوا شيئا، فضجوا إلى موسى (ع) وقالوا: انما سألناك أن تسأل الله ان يمطر السماء علينا إذا أردنا فأجابنا، ثم صيرها ضررا! فقال يا رب ان بني إسرائيل ضجوا مما صنعت بهم فقال ومم ذاك يا موسى؟ قال سألوني ان أسألك ان تمطر السماء إذا أرادوا، فأجبتهم ثم صيرتها عليهم ضررا، فقال يا موسى انا كنت المقدر لبني إسرائيل، فلم يرضوا بتقديري، فأجبتهم إلى إرادتهم فكان ما رأيت.
(عيون الأخبار) باسناده إلى الرضا عليه السلام قال: لما بعث الله عز وجل موسى بن عمران عليه السلام واصطفاه وفلق له البحر وأعطاه التوراة، رأى مكانه من ربه عز وجل. فقال يا رب لقد أكرمتني بكرامة لم تكرم بها أحدا قبلي.
قال يا موسى أما علمت أن محمدا عندي أفضل من جميع ملائكتي وجميع خلقي، قال موسى يا رب فان كان محمد أكرم عندك من جميع خلقك فهل من آل الأنبياء أكرم من آلي؟ قال الله جل جلاله يا موسى اما علمت أن فضل آل محمد على جميع النبيين كفضل محمد على جميع المرسلين، فقال موسى يا رب فان كان آل محمد كذلك فهل في أمم الأنبياء أفضل عندك من أمتي ظللت عليهم الغمام وأنزلت عليهم المن والسلوى وفلقت لهم البحر؟ فقال الله جل جلاله يا موسى اما علمت أن فضل أمة محمد على جميع الأمم كفضله على جميع خلقي، فقال موسى يا رب ليتني كنت أراهم؟ فأوحى الله تعالى إليه: يا موسى انك لن تراهم، فليس هذا أوان ظهورهم، ولكن سوف تراهم في جنات عدن والفردوس بحضرة محمد في نعيمها يتقلبون، أفتحب ان أسمعك كلامهم؟ قال نعم إلهي قال الله جل جلاله: قم بين يدي واشدد ميزرك قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل ففعل ذلك موسى عليه السلام.
فنادى ربنا عز وجل: يا أمة محمد فأجابوه وهم في أصلاب آبائهم وأرحام