النسناس وانقل مردة الجن العصاة على خلقي واسكنهم في الهواء وفي أقطار الأرض واجعل بين الجن وبين خلقي حجابا فقالت الملائكة يا ربنا افعل ما شئت فباعدهم الله من العرش مسيرة خمسمائة عام فلاذوا بالعرش وأشاروا بالأصابع فنظر الرب إليهم ونزلت الرحمة فوضع لهم البيت المعمور فقال طوفوا به ودعوا العرش فطافوا به وهو البيت الذي يدخله الجن كل يوم سبعون الف ملك لا يعودون إليه ابدا فوضع الله البيت المعمور توبة لأهل السماء ووضع الكعبة توبة لأهل الأرض.
إلى أن قال: ثم قبض الله سبحانه طينة آدم واجري فيها الطبائع الأربع الريح والدم والمرة والبلغم فلزمه من ناحية الريح حب النساء وطول الامل والحرص.
ولزمه من ناحية البلغم حب الطعام والشراب والبر والحلم والرفق. ولزمه من ناحية المرة الغضب والسفه والشيطنة والتجبر والتمرد والعجلة، ولزمه من ناحية الدم حب النساء واللذات وركوب المحارم والشهوات.
(أقول) قيل المراد بالريح السوداء وبالمرة الصفراء أو بالعكس أو المراد بالريح الروح والمرة الصفراء والسوداء معا إذ يطلق عليهما وتكرار حب النساء لمدخليتهما معا. (وعن الرضا) " ع " قال: كان نقش خاتم آدم لا إله إلا الله محمد رسول الله هبط به معه في الجنة.
(وعنه صلى الله عليه وآله) أهل الجنة ليست لهم كنى الا آدم عليه السلام فإنه يكنى بابي محمد توقيرا وتعظيما. (وعن أبي عبد الله) عليه السلام: ان الله سبحانه خلق آدم عليه السلام من غير أب وأم، وعيسى عليه السلام من غير أب ليعلم انه قادر على أن يخلق من غير أب وأم، ومن غير أب كما هو قادر على أن يخلق منهما، وفي قوله خلق الانسان من عجل قال لما اجرى الله الروح في آدم من قدميه فبلغت إلى ركبتيه أراد ان يقوم فلم يقدر فقال الله عز وجل خلق الانسان من عجل. وقال سميت المرأة مرأة لأنها خلقت من المرء يعنى خلقت حوا من آدم.
وسمى النساء نساءا لأنه لم يكن لادم انس غيرها. (وعن عبد العظيم الحسني) قال: كتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السلام أسأله عن علة الغائط ونتنه قال الله عز وجل