ثم قال إن الله عز وجل خلق الملائكة من نور وخلق الجان من النار وخلق الجن صنفا من الجان من الريح وصنفا من الماء وخلق آدم من صفحة الطين ثم اجرى في آدم النور والنار والريح والماء فبالنور أبصر وعقل وفهم وبالنار اكل وشرب ولولا النار في المعدة لم تطحن المعدة الطعام. ولولا أن الريح في جوف بني آدم تلهب نار المعدة لم تلهب. ولولا أن الماء في جوف ابن آدم يطفئ حر المعدة لأحرقت النار جوف ابن آدم فجمع الله ذلك في آدم لخمس خصال وكانت في إبليس خمسة فافتخر بها. (وعنه) عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن القبضة التي قبضها الله عز وجل من الطين الذي خلق منها آدم ارسل إليها جبرئيل (ع) ان يقبضها فقالت الأرض أعوذ بالله ان تأخذ مني شيئا فرجع إلى ربه وقال يا رب تعوذت بك مني فأرسل إليها إسرافيل فقالت مثل ذلك فأرسل إليها ميكائيل فقالت مثل ذلك فأرسل إليها ملك الموت فتعوذت بالله ان يأخذ منها شيئا فقال ملك الموت واني أعوذ بالله ان ارجع إليه حتى اقبض منك.
(أقول) جاء في الرواية ان الله سبحانه امر ملك الموت على الحتم ويدل على أن امره تعالى لمن تقدمه ليس على سبيل الحتم. (وروى) علي بن إبراهيم باسناده إلى الباقر (ع) عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه قال إن الله تعالى لما أراد ان يخلق خلقا بيده وذلك بعد ما مضى من الجن والنسناس في الأرض سبعة آلاف سنة فكشف عن اطباق السماوات وقال للملائكة انظروا إلى أهل الأرض من خلقي من الجن والنسناس فلما رأوا ما يعملون فيها من المعاصي عظم ذلك عليهم فقالوا ربنا أنت العزيز القادر وهذا خلقك الضعيف يعيشون برزقك ويعصونك ولا تنتقم لنفسك فلما سمع ذلك من الملائكة قال إني جاعل في الأرض خليفة يكون حجة في أرضي فقالت الملائكة سبحانك تجعل فيها من يفسد فيها كما أفسدت بنو الجان فاجعل ذلك الخليفة منا فانا لا نعصيك ونسبح بحمدك ونقدس لك فقال عز وجل اني اعلم ما لا تعلمون أريد ان أخلق خلقا بيدي واجعل من ذريته أنبياء وعبادا صالحين وأئمة مهديين اجعلهم خلفاء على خلقي في أرضي وأطهر أرضي من