خلق آدم عليه السلام وكان جسده طيبا وبقى أربعين سنة ملقا تمر به الملائكة فتقول لأمر ما خلقت وكان إبليس يدخل في فيه ويخرج من دبره فلذلك صار ما في جوف آدم منتنا خبيثا غير طيب (وعن أحدهما) عليهما السلام انه سئل عن ابتداء الطواف فقال إن الله تبارك وتعالى لما أراد خلق آدم عليه السلام قال للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة فقال ملكان من الملائكة أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء فوقعت الحجب فيما بينهما وبين الله عز وجل وكان تبارك وتعالى نوره ظاهر للملائكة فلما وقعت الحجب بينه وبينهما علما انه سخط من قولهما فقالا للملائكة ما حيلتنا وما وجه توبتنا؟ فقالوا ما نعرف لكما من التوبة الا ان تلوذا بالعرش فلاذا بالعرش حتى انزل الله توبتهما ورفعت الحجب فيما بينه وبينهما وأحب الله تبارك وتعالى ان يعبد بتلك العبادة فخلق الله البيت في الأرض وجعل على العباد الطواف حوله. وخلق البيت المعمور في السماء. (أقول) المراد من نوره تعالى الأنوار المخلوقة في عرشه أو أنوار الأئمة صلوات الله عليهم أو أنوار معرفته وفيضه فتكون حجبا معنوية. (وفي علل محمد بن سنان) عن الرضا عليه السلام ان الملائكة لما استغفروا من قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها وعلموا انهم أذنبوا فندموا ولاذوا بالعرش واستغفروا فأحب الله ان يتعبد بمثل ذلك العبادة فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمى الضراح ثم وضع في سماء الدنيا بيتا يسمى المعمور بحذاء الضراح ثم وضع البيت بحذاء البيت المعمور ثم امر آدم (ع) فطاف به فتاب الله عليه وجرى ذلك في ولده إلى يوم القيامة.
(وروى) انه قيل لأبي عبد الله عليه السلام لم صار الطواف سبعة أشواط؟
قال لان الله تبارك وتعالى قال للملائكة اني جاعل في الأرض خليفة فردوا على الله تبارك وتعالى وقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها وكان لا يحجبهم عن نوره فحجبهم عن نوره سبعة آلاف عام فلاذوا بالعرش سبعة آلاف فتاب عليهم وجعل لهم البيت المعمور الذي في السماء الرابعة ووضع البيت الحرام تحت البيت المعمور فصار الطواف سبعة أشواط واجبا على العباد لكل الف سنة شوطا واحدا. (وعن