بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي حمده غاية آمال العارفين وشكره منتهى مبلغ العاملين، والصلاة والسلام على سيد العالم ومفخر بني آدم، المتعالى في مدارج الجلال والجمال: والراقي إلى منتهى مراقي الكمال، المبعوث لهداية الأنام، والمنقذ لهم عن ورطات الهلاك والظلام، محمد المصطفى حبيب اله العالمين، وعلى آله وعترته الميامين، خيرة الأوصياء، ومفاخر الأولياء الأئمة الاثني عشر، كواكب الدجى، وأنوار الهدى، واللعن الدائم على أعاديهم ومخالفيهم ومعانديهم ومنكري فضائلهم أجمعين من الان إلى قيام يوم الدين.
وبعد فيقول العبد الذليل المحتاج إلى عفو ربه الجليل الحسن بن عبد الحميد الغفاري عفي الله عنه: انني منذ ما كنت مشتغلا بجمع الأحاديث والروايات الواردة في فضائل المعصومين سلام الله عليهم أجمعين عن كتب العامة وأسفارهم أردت أن أجمع الأخبار الواردة في مقتل مولانا الشهيد أبي عبد الله الحسين روحي له الفداء بحيث كان كل من نظر فيه وتأمل في مضامينه أغناه عن الرجوع إلى سائر المقاتل، وبينا أنا كنت مشغولا بذلك بان لي أن من جملة المقاتل التي استندوا إليها ونقلوا عنها مقتل أبي مخنف المشهور بين الخواص والعوام، ونقل مهرة الفن عنه في زبرهم القديمة كمحمد بن جرير الطبري في