موسوعة التاريخ الإسلامي - محمد هادي اليوسفي - ج ٢ - الصفحة ٦٤٠
وليس: فأنزل الله.
والآية من دون تعبير تفسير القمي غير ظاهرة في ذلك، بل تحتمل أن تكون إخبارا عما سيكون، وكذلك في تفسير الطوسي (1) والطبرسي (2) وقول الواقدي (3).
وبيعة الرضوان تحت الشجرة كانت قبل عقد الصلح، فلو كان الفتح المبين هو الفتح بالصلح، فليس من الغريب أن يكون الفتح القريب في قوله سبحانه: * (لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا) * (4) هو نفس ذلك " الفتح المبين " أيضا كما قال الواقدي (5)، لا فتح مكة كما عن الجبائي، ولا فتح خيبر كما عن قتادة (6) ولكن هي من المغانم الكثيرة التي يأخذونها فيما يأتي، والتي وعدهم الله بها في الآية التالية.
وعليه فالإشارة في قوله سبحانه: * (فعجل لكم هذه) * إشارة إلى نفس ذلك الفتح المبين القريب، وكذلك قال الشيخ الطوسي: يعني الصلح. وعليه فالصلح ليس فتحا مبينا قريبا فحسب بل هو - مع بيعة الرضوان - غنيمة معجلة لهم، وهذا ما رآه الطوسي بحاجة إلى التفسير فقال: وسميت بيعة الرضوان (غنيمة) لقول الله تعالى:
* (لقد رضى الله عن المؤمنين) * (7) والآية بينت ما عجل الله لهم من الفتح بعطف

(١) التبيان ٩: ٣٢٢.
(٢) مجمع البيان ٩: ١٧٣.
(٣) مغازي الواقدي ٢: ٦١٩.
(٤) الفتح: ١٨.
(٥) مغازي الواقدي ٢: ٦٢١ عن الزهري عن سعيد بن المسيب.
(٦) التبيان ٩: ٣٢٨ ومجمع البيان ٩: ١٧٦.
(٧) التبيان ٩: ٣٢٨.
(٦٤٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 635 636 637 638 639 640 641 642 643 644 645 ... » »»
الفهرست