فأخذ باذنه وقال: يا غلام صدق قولك، ووعى قلبك، وأنزل الله فيما قلت قرآنا.
فلما نزل جمع أصحابه حوله فقرأ عليهم السورة: * (بسم الله الرحمن الرحيم * إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون * اتخذوا أيمانهم جنة فصدوا عن سبيل الله إنهم ساء ما كانوا يعملون * ذلك بأنهم آمنوا ثم كفروا فطبع على قلوبهم فهم لا يفقهون * وإذا رأيتهم تعجبك أجسامهم وإن يقولوا تسمع لقولهم كأنهم خشب مسندة يحسبون كل صيحة عليهم هم العدو فاحذرهم قاتلهم الله أنى يؤفكون * وإذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول الله لووا رؤوسهم ورأيتهم يصدون وهم مستكبرون * سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر الله لهم إن الله لا يهدي القوم الفاسقين * هم الذين يقولون لا تنفقوا على من عند رسول الله حتى ينفضوا ولله خزائن السماوات والأرض ولكن المنافقين لا يفقهون * يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ولكن المنافقين لا يعلمون) * (1) ففضح الله عبد الله بن أبي.
وقال أبان البجلي: وأتى ولد عبد الله بن أبي إلى رسول الله فقال:
يا رسول الله، إن كنت عزمت على قتله فمرني أكون أنا الذي أحمل إليك رأسه! فوالله لقد علمت الأوس والخزرج أني أبرهم ولدا بوالد، فاني أخاف ان تأمر غيري فيقتله فلا تطيب نفسي ان انظر إلى قاتل عبد الله فأقتل مؤمنا بكافر فادخل النار!
فقال رسول الله: بل نحسن صحابته - لك - ما دام معنا (2).