وضمنهم من من عليه رسول الله بغير فداء، ومنهم من صار في أيدي الرجال، فافتديت المرأة بست نياق، وقدموا المدينة ببعض السبي فقدم عليهم أهلهم فافتدوهم، فلم تبق امرأة من بني المصطلق إلا رجعت إلى قومها (1).
وكان أبو سعيد الخدري يقول: قدمت علينا وفودهم فافتدوا النساء والذرية ورجعوا بهم إلى بلادهم، وخير بعضهن أن تقيم عند من صارت في سهمه فأبين إلا الرجوع (2) إلا ما كان من جويرية بنت زعيمهم الحارث بن أبي ضرار فإنها لما خيرها رسول الله أبت الرجوع مع أبيها.
ووطئ النساء - كما في خبر الواقدي عن عائشة - ولكن لم تحمل أي منهن من المسلمين لعزلهم عنهن، كما في خبر الواقدي بسنده عن أبي سعيد الخدري - أيضا - قال: أصبنا في غزوة بني المصطلق سبايا منهم، وأحببنا فداءهن، ولكن اشتدت علينا الغربة فسألنا رسول الله عن العزل فقال: ما عليكم أن لا تفعلوا (3)؟
أي ما يمنعكم عن ذلك؟ وقال رجل من اليهود لما علم بالعزل: تلك الموؤدة الصغرى! قال: فجئت رسول الله - صلى الله عليه [وآله] وسلم - فأخبرته ذلك فقال: كذبت اليهود! كذبت اليهود! (4)