فقال (صلى الله عليه وآله): إني أخشى أن يغير عليك خيل من العرب فيقتل ابن أخيك فتأتيني شعثا فتقوم بين يدي متكئا على عصاك فتقول: قتل ابن أخي واخذ السرح.
فقال أبو ذر: يا رسول الله بل لا يكون إلا خيرا إن شاء الله.
فأذن له رسول الله. فخرج هو وابن أخيه وامرأته.
فلم يلبث هناك إلا يسيرا حتى غارت خيل بني فزارة فيها عيينة بن حصن، فأخذت السرح، وقتل ابن أخيه، وأخذت امرأته من بني غفار... وطعنوه طعنة جائفة (1).
وروى الواقدي مثل ذلك وأضاف. وكان أبو ذر بعد ذلك يقول: عجبا لي!
إن رسول الله كان يقول: لكأني بك وأنا ألح عليه، فكان والله على ما قال رسول الله (صلى الله عليه وآله)، والله إنا لفي منزلنا ولقاح رسول الله قد روحت وعطنت وحلبت عند العتمة ونمنا، وفي الليل (ليلة الأربعاء لثلاث خلون من ربيع الآخر سنة ست) (2) أحدق بنا عيينة بن حصن الفزاري في أربعين فارسا وقاموا على رؤوسنا وصاحوا بنا، وقتلوا ابني ونجت امرأته وثلاثة آخرون، واشتغلوا عني بإطلاق عقل اللقاح فتنحيت عنهم، ثم صاحوا باللقاح فكان آخر العهد بها.
وفي خبر " روضة الكافي ": وأقبل أبو ذر يشتد حتى وقف بين يدي رسول الله فاعتمد على عصاه وقال: صدق الله ورسوله: أخذ السرح وقتل ابن أخي وقمت بين يديك على عصاي: فصاح رسول الله في المسلمين فخرجوا في الطلب فقتلوا نفرا من المشركين وردوا السرح (3).