سله من غمده وقال: يا محمد، من يعصمك مني الآن؟ فقال الرسول: الله.
فانكب عدو الله لوجهه، فقام رسول الله فأخذ سيفه وقال: يا غورث من يمنعك مني الآن؟ قال: لا أحد! قال: تشهد أن لا إله إلا الله وأني عبد الله ورسوله؟
قال: لا! ولكني أعهد أن لا أقاتلك أبدا ولا أعين عليك عدوا. فأعطاه رسول الله سيفه! فقال له غورث: والله لأنت خير مني. قال (صلى الله عليه وآله): إني أحق بذلك.
وخرج غورث إلى أصحابه، فقالوا: يا غورث، لقد رأيناك قائما على رأسه بالسيف فما منعك منه؟ قال: أهويت له بالسيف لأضربه فما أدري من طعنني بين كتفي فخررت لوجهي وخر سيفي، فسبقني إليه محمد فأخذه.
ونزلت الآيات، ولم يلبث الوادي أن سكن، فقطعه رسول الله إلى أصحابه فأخبرهم الخبر وقرأ عليهم الآيتين (1).
ونقله في " إعلام الورى " مختصرا مرسلا، ويبدو لي أنه نقله عن أبان بن عثمان الأحمر البجلي الكوفي عن أبي بصير عن الصادق (عليه السلام)، كما أسنده عنه الكليني في " روضة الكافي " قال: في غزوة ذات الرقاع نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) تحت شجرة على شفير واد، فأقبل سيل فحال بينه وبين أصحابه، وهم قيام على شفير الوادي ينتظرون متى ينقطع السيل، فرأى (النبي) رجل من المشركين فقال لقومه: أنا أقتل محمدا! وجاء فشد على رسول الله بالسيف ثم قال: من ينجيك مني يا محمد؟! فقال: ربي وربك! فنسفه جبرئيل (عليه السلام) عن فرسه، فسقط على ظهره، فقام رسول الله وأخذ السيف وجلس على صدره وقال: من ينجيك مني يا غورث؟! فقال: جودك وكرمك يا محمد! فتركه، فقام وهو يقول: والله لأنت خير مني وأكرم (2).