ونقل الطبرسي في " مجمع البيان " عن الكلبي قال: قال رؤساء المسلمين لرسول الله: يا رسول الله، خذ صفيك والربع، ودعنا [الرؤساء] والباقي، فهكذا كنا نفعل في الجاهلية، وأنشدوا:
لك المرباع منها والصفايا * وحكمك والنشيطة والفضول (1) فنزلت [السورة وفيها] الآية: * (وما أفاء الله على رسوله من أهل القرى فلله وللرسول ولذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل، كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم، وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا، واتقوا الله إن الله شديد العقاب) * (2)، فقالوا: سمعا وطاعة لأمر الله وأمر رسوله (3).
قال الطبرسي: فجعل الله أموال بني النضير لرسول الله خاصة يفعل بها ما يشاء (4).
قال: ولكن النبي قال للأنصار: إن شئتم قسمتم للمهاجرين من أموالكم ودياركم، وتشاركونهم في هذه الغنيمة، وإن شئتم كانت لكم دياركم وأموالكم، ولم يقسم لكم شئ من الغنيمة؟
فقال الأنصار: بل نقسم لهم من أموالنا وديارنا، ونؤثرهم بالغنيمة ولا نشاركهم فيها. فنزلت فيهم [السورة وفيها] الآيات: * (للفقراء المهاجرين الذين أخرجوا من ديارهم وأموالهم، يبتغون فضلا من الله ورضوانا، وينصرون الله ورسوله، أولئك هم الصادقون. والذين تبوأوا الدار والايمان من قبلهم يحبون من هاجر إليهم، ولا يجدون في صدورهم حاجة مما أوتوا، ويؤثرون على أنفسهم ولو