المسك، فمن كان مجروحا فليقر في داره وليداو جرحه، ولا يبلغ معي بيتي، عزمة مني!
فنادى فيهم سعد: عزمة رسول الله، ألا يتبع رسول الله جريح من بني عبد الأشهل! فتخلف كل مجروح، وإن فيهم لثلاثين جريحا. ولكن سعد بن معاذ مضى معه إلى بيته (1).
وروى عن أبي سعيد الخدري قال: جعلت أعدو بين يديه حتى انزل ببابه يتكئ على السعدين: سعد بن عبادة وسعد بن معاذ، ورأيت ركبتيه مجروحتين (2).
وروى المفيد في " الإرشاد " قال: فاستقبلته فاطمة (عليها السلام) ومعها إناء فيه ماء، فغسل به وجهه. ولحقه أمير المؤمنين وقد خضب الدم يده إلى كتفه، ومعه ذو الفقار، فناوله فاطمة (عليها السلام) وقال لها: خذي هذا السيف فقد صدقني اليوم، وأنشأ يقول:
أفاطم هاك السيف غير ذميم * فلست برعديد ولا بمليم لعمري لقد أعذرت في نصر أحمد * وطاعة رب بالعباد عليم أميطي دماء القوم عنه فإنه * سقى آل عبد الدار كأس حميم فقال رسول الله: خذيه يا فاطمة، فقد أدى بعلك ما عليه، وقتل الله بسيفه صناديد قريش (3).