وأما بطن وادي مهزوز فهو الذي كان يتخوف منه الغرق على أهل المدينة.
وهو يأخذ من شرقي الحرة، ومن هكر، وحرة صفة، حتى يأتي على جبال بني قريظة (اليهود) ثم يسلك فيه شعب فيأخذ في واد يقال له مذينيب بين بيوت بني أمية بن زيد، ثم يلتقي هو وسيل بني قريظة بالمشارف، ثم يجتمع الواديان مهزوز ومذينيب فيفترقان في الأملاك ثم يأخذ بطن الوادي ثم يأخذ في البقيع حتى يخرج على بني جديلة ببطن مهزوز، وآخره كومة أبي الحمراء ثم يفضي فيصب في وادي قناة.
وروى بسنده عن الصادق عن أبيه الباقر (عليهما السلام) قال: قضى رسول الله في سيل مهزوز: أن لأهل النخل إلى العقبين، ولأهل الزرع إلى الشراكين، ثم يرسلون الماء إلى من هو أسفل منهم.
وروى بسنده عن محمد بن إسحاق عن أبي مالك بن ثعلبة بن أبي مالك، عن أبيه ثعلبة، وكان امام مسجد بني قريظة، قال: قضى رسول الله في مهزوز ووادي بني قريظة: أن الماء إلى العقبين، لا يحبس الأعلى على الأسفل ويحبس الأسفل على الأعلى.
وتجتمع هذه السيول في وادي زغابة وهو طرف وادي إضم، وانما سمي إضم لانضام السيول به واجتماعها فيه، ثم تجتمع فتنحدر على عين أبي زياد، ثم تنحدر فيلقاها شعاب يمنة ويسرة، ثم يلقاها وادي مالك بذي خشب والجنينة، ثم يلقاها وادي أوان ودوافعه من الشرق، ويلقاها من الغرب واد يقال له بواط والخراز، ويلقاها من الشرق وادي الأتمة، ثم تمضي في وادي إضم وعيونه حتى يلقاه وادي برمة الذي يقال له ذو البيضة من الشام، ويلقاها وادي ترعة من القبلة، ثم يلتقي هو ووادي العيص من القبلة، ثم يلقاها دوافع واد يقال له حجر،