الله من القتل، وأمر بهم أن يجلوا من المدينة (1). وأمر رسول الله عبادة بن الصامت أن يجليهم.
فجعلت قينقاع تقول له: يا أبا الوليد، تفعل بنا هذا ونحن مواليك من بين الأوس والخزرج؟! فقال عبادة: لما حاربتم رسول الله جئت إليه وقلت له: اني أبرأ إليك منهم ومن حلفهم. فقال ابن أبي: تبرأت من حلف مواليك؟ ما هذه بيدهم عندك. وذكره بمواطن بلائهم. فقال عبادة: أبا الحباب أما والله انك لمعصم بأمر سترى غبه غدا، فلقد محا الاسلام العهود.
فقالت قينقاع: يا محمد، إن لنا دينا في الناس. وطلبوا التنفس.
فقال عبادة: لكم ثلاث، لا أزيدكم عليها، وهذا أمر رسول الله، ولو كنت أنا لما نفستكم! (2) فأخذوا بالخروج.
وجاء ابن أبي ببعضهم يريد أن يكلم رسول الله أن يقرهم في ديارهم.
فوجد على باب النبي عويم بن ساعدة، فذهب ليدخل فرده عويم وقال:
لا تدخل حتى يأذن لك رسول الله. فدفعه ابن أبي، فغلظ عليه عويم ودفعه فجرح وجهه وسال دمه، فأخذ يمسح الدم عن وجهه، وتصايح حلفاؤه من