فلا يرى شيئا، ثم لينظرن قدامه فلا يرى غير جهنم. فمن استطاع أن يقي وجهه من النار ولو بشق من تمرة فليفعل، ومن لم يجد فبكلمة طيبة، فان بها تجزى الحسنة عشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ".
ثم خطب مرة أخرى فقال:
" إن الحمد لله، أحمده وأستعينه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له. ان أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالى، قد أفلح من زينه الله في قلبه، وأدخله في الاسلام بعد الكفر، واختاره على ما سواه من أحاديث الناس، إنه أحسن الحديث وأبلغه. أحبوا ما أحب الله، أحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملوا كلام الله وذكره، ولا تقس عنه قلوبكم، فإنه من كل ما يخلق الله يختار ويصطفي، قد سماه الله خيرته من الأعمال ومصطفاه من العباد، والصالح من الحديث ومن كل ما أوتي الناس من الحلال والحرام. فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتقوه حق تقاته، واصدقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابوا به بروح الله بينكم، ان الله يغضب أن ينكث عهده، والسلام عليكم " (1).
وليس في رواية ابن إسحاق هذه ما في رواية الطبري الأولى من إكثار الاستشهاد بآيات من سور مدنية نازلة بعد في فترات متباعدة بعد هذه الفترة، مما يفت في عضد تلك الرواية الأولى للطبري دون هذه الثانية لابن إسحاق.
وفي تمام خبر الكليني في " روضة الكافي " عن سعيد بن المسيب عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: ثم راح (بعد العصر) من يومه إلى المدينة على ناقته التي كان قدم عليها، وعلي (عليه السلام) معه لا يفارقه يمشي بمشيته، وليس يمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)