الوجوه وترضي الرب وترفع الدرجة.
خذوا بحظكم ولا تفرطوا في جنب الله، فقد علمكم الله كتابه ونهج لكم سبيله، ليعلم * (... الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين) * (1)، فأحسنوا كما أحسن الله إليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في سبيل الله * (... حق جهاده هو اجتباكم...) * (2) * (... هو سماكم المسلمين...) * (3) * (... ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة...) * (4) ولا حول و * (لا قوة الا بالله) * (5).
فأكثروا ذكر الله، واعملوا لما بعد اليوم، فإنه من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأن الله يقضي على الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه. الله أكبر ولا قوة الا بالله العلي العظيم (6).
والخطبة هذه كما ترى واحدة، مع ما فيها من استشهاد بآيات من سور نازلة فيما بعد. ولكن ابن إسحاق قد روى الخطبتين عن أبي سلمة بن عبد الرحمان:
أنه قام فيهم، فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله ثم قال: " أما بعد أيها الناس، فقدموا لأنفسكم، تعلمن والله ليصعقن أحدكم ثم ليدعن غنمه ليس لها راع، ثم ليقولن له ربه وليس له ترجمان ولا حاجب يحجبه دونه: ألم يأتك رسولي فيبلغك؟ وآتيتك مالا وأفضلت عليك، فما قدمت لنفسك؟ فلينظرن يمينا وشمالا