وأقطعها رسول الله صلى الله عليه وسلم دارا عند الحكاكين (1) فنزلتها مع ابنها سليمان وكان عمر يقدمها في الرأي ويرضاها ويفضلها وربما ولاها شيئا من أمر السوق (2) رضي الله تبارك وتعالى عنها (3).
(1) موضع بالمدينة.
(2) راجع (إمتاع الأسماع) بتحقيقنا: 9 / 387 فصل في ذكر من ولي السوق في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعرف هذه الولاية اليوم بالحسبة ومتوليها يقال له المحتسب.
(3) (الإستيعاب) 4 / 1868 - 1869 ترجمة رقم (3398).
وقال الحافظ في (الإصابة) روى عنها حفيداها أبو بكر وعثمان ابنا سليمان بن أبي حثمة وروى عنها أيضا ابنها سليمان وأبو سلمة بن عبد الرحمن وحفصة أم المؤمنين ومولاها أبو إسحاق.
وفي (المسند) من طريق المسعودي عن عبد الله الملك بن عمير عن رجل من آل أبي حثمة عن الشفاء بنت عبد الله وكانت من المهاجرات أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الأعمال فقال إيمان بالله، وجهاد في سبيله وحج مبرور وأخرج ابن مندة حديث رقية النملة من طريق الثوري عن ابن المنكدر عن أبي بكر أبي سليمان بن أبي حثمة عن حفصة أن امرأة من قريش يقال لها الشفاء كانت ترقى من النملة فقال النبي صلى الله عليه وسلم علميها حفصة وذكر الاختلاف في وصله وإرساله على الثوري (الإصابة): 7 / 828 ترجمة رقم (11373).
وحديث رقية النملة أخرجه أبو داود في (السنن) 4 / 215 كتاب الطب باب (18) ما جاء في الرقي حديث رقم (3887).
وأخرجه الإمام أحمد في (المسند): 7 / 516 حديث رقم (26555) من حديث الشفاء بنت عبد الله رضي الله تبارك وتعالى عنها والياء في علمتيها ناشئة عن إشباع كسرة.
قال العلامة شمس الدين أبو عبد اللهمحمد بن أبي بكر بن قيم الجوزي في (زاد المعاد) النملة قروح تخرج في الجنبين وهو داء معروف وسمي نملة لأن صاحبه يحس في مكانه كأن نملة تدب عليه وتعضه وأصنافها ثلاثة قال ابن قتيبة وغيره كان المجوس يزعمون أن ولد الرجل من أخته إذا خلط على النملة شفى صاحبها ومنه قول الشاعر ولا عيب فينا غير عرف لمعشر * كرام وأنا لا نخط على النمل وروى الخلال أن الشفاء بنت عبد الله كانت ترقى في الجاهلية من النملة فلما هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكانت بايعته بمكة قالت يا رسول الله إني كنت أرقى في الجاهلية من النملة وإني أريد أن أعرضها عليك فعرضت عليه فقالت بسم الله ضلت حتى تعود من أفواهها ولا تضر أحدا اللهم اكشف البأس رب الناس قال: ترقى بها على عود سبع مرات وتقصد مكانا نظيفا وتدلكه على حجر بخل خمر حاذق وتطليه على النملة. (زاد المعاد):
4 / 184 - 185 فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في رقية النملة.
قال الخطابي في (معالم السنن) النملة قروح تخرج في الجنبين ويقال إنها تخرج أيضا في غير الجنب فتذهب بإذن الله تعالى وفي الحديث دليل على أن تعليم الكتابة للنساء غير مكروه.